يستعد العراق لإجراء أول حوار استراتيجي شامل مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد ما يربو عن 12 عاماً من توقيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية التي حددت أسس التعاون بين البلدين. وقالت واشنطن إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيشرف على الحوار بين الطرفين، يتوقع أن يبدأ عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين وفدين على مستوى السفراء.
وبينما يستمر التشاور بين بغداد وواشنطن لعقد الحوار الاستراتيجي الذي من شأنه تحديد مستقبل العلاقات بين الجانبين، تخشى أوساط سياسية من تداعيات بقاء القوات الأمريكية في العراق، إلا أن البعض وجه رسائل تحذير الى السلطات في بغداد من مغبة إفساح المجال، لما وصفوه بـ” لألاعيب إيران ” ومحاولاتها للانفراد بالعراق، وفي هذا السياق برزت مواقف من قبيل أن إيران ستسعى لطرد القوات الأمريكية والانفراد بالعراق خلال هذا الحوار خاصة أن نظام الجمهورية الإسلامية لا يُخفي مطامعه في العراق، ولا في سوريا ولبنان والخليج العربي.
- تحديات الكاظمي، رهانات واشنطن الاستراتيجية
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن في وقت سابق أن بلاده اقترحت حوارا استراتيجيا مع الحكومة العراقية، وشدد بومبيو، خلال مؤتمر صحفي، على أهمية أن يتعاون البلدان كي لا تذهب الانتصارات على تنظيم الدولة الإسلامية، والجهود لاستقرار البلاد سدى، في ظل انتشار وباء كورونا وتراجع إيرادات النفط.
وتولي واشنطن أهمية إلى الحوار المرتقب الذي سيكون أول مراجعة لكافة المواضيع المتعلقة بالعلاقات الأمريكية العراقية، كما أعلن عن ذلك وزير الخارجية الأمريكي، بيد أن متتبعين للشأن العراقي يؤكدون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لتحقيق مآرب محددة في العراق منها سيما إبعاد النفوذ الإيراني من هذا البلد، أما العراق فهو لا يشكل جزءاً من أمن الولايات المتحدة الامريكية القومي والاستراتيجي، بل إن جغرافية الأمن القومي الأمريكي في المنطقة (الشرق الاوسط) تتمثل، ليس في العراق، وانما في اسرائيل ودول الخليج. في المقابل ترى أوساط سياسية عراقية أن وجود القوت الأمريكية في العراق “ما زال لحد الآن يمثل الحد الأدنى من وجود الدولة العراقية ذات السيادة”.
-ماثيو تيولر: شراكتنا تمتد أبعد من مجرد تقديم الدعم الأمني
تحدث السفير الأمريكي في العراق، ماثيو تيولر، في مقطع فيديو بثته السفارة الأمريكية عن الحوار الاستراتيجي المقبل. قال إن الحوار الاستراتيجي مع العراق يهدف للتغلب على التحديات التي يواجهها.
وأشار إلى أن “القسم الاقتصادي في السفارة سيسلط الضوء على عمله الدؤوب لجلب الوفود التجارية والاستثمارات الأمريكية وأصحاب الامتياز الأمريكيين والمساعدة للعراق بغية أن يكون مستقلا في مجال الطاقة”، مبينا أن “القسم السياسي، سيتحدث عن برامجه التي تعزز حقوق الإنسان والعدالة والمساءلة بالإضافة إلى إزالة الألغام عن المئات من المواقع الحساسة للبنية التحتية.
-الكشف عن قوام الفريق العراقي في الحوار الاستراتيجي مع واشنطن
وقبل أيام قليلة من موعد انعقاد الاجتماع المرتقب، كشف الخبير الأمني هشام الهاشمي، يوم الخميس 4/6، تفاصيل عن الوفد التفاوضي الذي سيمثل العراق في الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن.
وذكر الهاشمي عبر “تويتر” أن “الفريق المفاوض العراقي مع الجانب الأمريكي يوم 10 يونيو دون درجة الوزير، ويتكون من 21 مفاوضا في اختصاصات السياسة والعلاقات الدولية والعسكرية والمالية والتعليم“.
وأشار الهاشمي إلى أن الفريق يضم “خمسة أسماء ماهرة بالتفاوض، هي عبد الكريم هاشم، حارث حسن، لقمان الفيلي، فريد ياسين، حامد خلف”، مضيفا أن الحوار سيجري “عبر دائرة متلفزة مغلقة“
وكان البرلمان العراقي قد صوت في الخامس من كانون الثاني/ يناير المنصرم على قرار يطالب الحكومة بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد. وجاء هذا القرار بعد يومين من اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد ما أدى الى استياء إيراني وتكثيف الهجمات الصاروخية التي تستهدف قواعد عسكرية عراقية تضم قوات أمريكية وجنودا من التحالف الدولي.
ويعاني العراق مشاكل اقتصادية وسياسية وأخرى أمنية، منها التفجيرات الإرهابية والمليشيا الشيعية المسلحة (موالية لإيران) وغيرها، منذ الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003 وكذا انعكاسات الهجمات الإرهابية التي لايزال تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يرتكبها في هذا البلد