بقلم: كاتبها
أنتقلت الى رحمة
الله المرحومة كلمة {عَّيب} التي كانت راسخة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية
حيث كانت هذة الكلمة قائدة ورائدة في زمن الآباء والأجداد
وقد حَگمَت هذه المفردة العلاقات الاجتماعية المتجذرة في مجتمعاتنا على مدار عقود طويلة كونها مرتبطة بالذوق والادب الرفيع وهي بيضة قبان السلوك و حَجرَّ الأساس لأصول التربية السَليمة
التي عرفناها من أفواه الأمهات والآباء والتي تقبلناها بحب وتعلمنا قيمتها الكبيرة والعظيمة باعتبارها ماقيلت
إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة لنا
تحياتي لأكاديمية {عَّيب}.
التي أخرّجت زوجات صابرات صَنعَنّ مُجتمعات الذوق
والإحترام وتخرج منها رجال بمعنى الگلمة كانوا
قادة الشهامة والرجولة
ان مفردة {عَّيب} كلمة جامعة بحد ذاتها وحروفها المَجانية لألف دورة مَدفوعة التكاليف
ان بحروفك الجميلة والجليلة ياگلمة عَّيب قَدَّرَ صغيرنا كبيرنا وأحترم الجار جاره وتداولنا صلة الأرحام
بمحبة وشَوق.
عندما كان الأب يَقف شامخا ويردد على مسامعنا كلمة {عَّيب} المجلجلة وهو يذكرنا
{هذا عَمك، وخالك، وجارك}
كان يقال للبنت {عَّيب}
لا ترفعي صوتك ..!!
{عَّيب} لا تلبسي گذا
فتربت البنات على الحِشمة والسِتر والأدب، وتربى
الشباب على غض البصر
{عَّيب} لا تنظر للنساء !!
ولا ترفع صوتك بوجه أستاذك ولا تهزأ من المُسنّ ،
حيث تربى الصغار على گلمة {عَّيب} لانها ميزان الاخلاق بين الناس ومنظم علاقاتنا . حيث منعتنا هذه الكلمة ان اسِرّار الجار والدار ..!!
وان عبارة {عَّيب} قد ثُّربينا عليها
ذات يوم عندما قالوا لنا تعلموا
العَّيب قبل {الحرام}
وتمردنا عليها ظناً مِنا أننا سَنُعَلمُّ الجيل بطريقة
أفضل فأخذنا {الحرام} سَيفاً بدون {عَّيب} فنشأ
جيل جديد لم نَفلح في غرس گلمة {عَّيب} ولا
شقيقتها الكُبرى {حرام} في التفاهم مع سلوكياته
أو مَع التطوير والتزوير
لقد اطلقت رصاصة الرحمة على گلمة {عَّيب} وأنتهت
من قاموس التربية ..
تحياتي من القلبّ
فنقول للمرحومة{عَّيب}.
ولكُل الأجداد والآباء الذين أستطاعوا أن يجدوا
گلمة واحدة يبنوا بها أجيالاً تعرف الأدب والتقدير والإحترام في الوقت الذي أخفقت
محاولاتنا بكُل أبجديات التربية المتطورة ..
أللّهُم صلي وسَلّم وزد وبارك على مُعلم الأُمَمّ
الرحمة المُهداة وعلى آلهِ
الأطهار وصحبه الأبرار .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.