الفروقات ..يا بشوات..
بقلم: ا.د.ضياء واجد المهندس
عندما تنخفض مبيعات البنك المركزي من مئات الملايين من الدولارات في المزادات اليومية السابقة إلى 37 مليون دولار فهذا يؤكِّد حجم الفساد و الهدر في المال العام..
بكلِّ تأكيد أنَّ مبيعات الدولار السابقة مثبَّتة جميعها بالوثائق الرسمية و موجودة عند البنك المركزي و بالأرقام و أسماء المصارف و الفروقات عن سعر التداول في الأسواق..
و إذا توفرات المسؤولية و الأمانة و الإرادة، فإنَّ على الإدِّعاء العام أن يفتح هذا الملف و يسترجع كلَّ دولارٍ و دينارٍ ذَهَبَ من دون وجهِ حقٍّ في بطون الفاسدين، سواء كانوا من مصارف داخلية أو خارجية أو غيرهم بصيغة فروقات صرف؛ لأنَّ هذه أموال الناس و الفقراء و المرضى و المحتاجين و التي قُدِّرَت الأرباحُ فيها بأكثر من ٨٠٠ مليار دينار عراقي..
هذه أكبر قضية فساد في تأريخ العراق و ربَّما حتى في العالم؛ و الإدِّعاء العام مُطالَبٌ بفتح التحقيق بهذا الملف..
إنَّ إعادة هامش الأرباح إلى خزينة الدولة تحت بند (فروقات الصرف) قد تكون بدايةً لإعادة الثقة بالحكومة بعد أن غطَسَت بالفساد و تبديد المال العام ..
نُسِبَ إلى رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي
النائب هيثم الجبوري قولُهُ: (إنَّ رئيسَ الجمهورية يتقاضى راتبًا مقداره 35 مليون دينار، و كلًّا من رئيس الوزراء ورئيسَ مجلس النواب 25 مليون دينار، وكلَّ نائب 7 مليون دينار
وعددًا ممَّن تقاضى راتبًا مقداره 8 مليون دينار هو 250 ألف شخصٍ)..
إنَّ هيكلة مؤسسات الدولة بما فيها الرئاسات الثلاث و الدرجات الخاصة أصبح ضرورةً لكونها تُشَكِّلُ ضغطًا كبيرًا على الموازنة تتجاوز ٢٤% على أقل التقديرات المتاحة لنا (تشمل الرواتب و المنافع و الحمايات و ألوية الحمايات الرئاسية و السيطرات و الخدمات و المؤسسات الساندة)..
قالت لي خاجية قبل شهر: إنها لو تكلفت برئاسة الوزراء تضمُّ إليها رئاسة الجمهورية و تَحِلُّ مجلس النواب و تبني للشعب أكبر محطة كهرباء من الطاقة الشمسية من المبالغ المخصَّصة لمجلس النواب كما فعل رئيس السنغال)…
عندما سأل مواطنٌ سنغاليٌّ رئيسَهُ:
هل توفير الكهرباء يُلغي الديمقراطية؟؟؟
أجابه الرئيس: إختَر بين أن أوفِّرَ لك كهرباءَ أو أصرفَ راتبٍ لنائبٍ فاسدٍ أنتَ اخترتَهُ فخانَكَ من أجل مصالحه؟!!!!
نحن نصرفُ على مؤسسات الرئاسات الثلاث و الدرجات الخاصة ما يزيد عن ضعف ما نصرفه على الشعب؛ بالإضافة إلى هدرٍ ماليٍّ كبيرٍ يتمُّ صرفه على فضائيين و مشاريع فضائية و مؤسسات فضائية ..و لو دقَّقنا في موظفي الإقليم لوجدنا من الفضائيين و الفائضين أكثر من النصف ..
الخُلاصة نحن لسنا بحاجة إلى تقشُّفٍ ليَزيدَ الفقراءَ فُقرًا و يَزيدَ الفاسدين ثراءً.. نحن بحاجة إلى تقليل عديد السارقين؛ و العدل في توزيع الثروات على المحتاجين….
نحن بحاجة إلى رَدْعِ المُتنفِّذين في أن يسرقوا؛ فالعراقُ البلد الوحيد الذي يقوم مسؤلو المصرف بسرقته من الشعب في حين أنَّ المجرمين هم مَن يسرقون المصارف في أنحاء العالم…
اللهمَّ أرشِدنا إلى الطريق القويم ..
وانصرنا يا قويُّ و يا عزيز و يا جبارُ و ياقهَّار يا الله.