كذب الرجل كل الروايات الدولية والأحاديث السياسية الصادرة عن سياسيين وعسكريين موثوقين ممن اكدوا أن هناك قواعد أمريكية على أرض العراق بل ويصر أن ما يتم تداوله في هذا الشأن محض افتراء.
ذاك موقف أعلنه الرئيس العراقي برهم صالح خلال لقاءات تلفزيونية، الإثنين 4 آذار / مارس 2019، لافتا إلى أن الوجود الأمريكي في بلاده جاء بطلب من حكومته وأن هذا التواجد يمثل جزءًا من الأمن القومي.
صالح قال إنه لا قواعد عسكرية ولا قوات برية أجنبية أو أمريكية بشكل خاص في العراق، مشددا على أن الأمر “لن يخرج عن الاستشارة والتدريب وبطلب من الحكومة، محذرا في الوقت نفسه من الانجرار وراء الشعارات المزيفة، على حد قوله.
حديث صالح الذي يبدو أنه لا يريد التورط في موقف رسمي بصفته رئيس العراق، يكشف عدم قدرته الوقوف في وجه الأمريكيين، فضلا عن أنها رسالة إلى واشنطن بأنه لا يقف خلف التحركات المتوقعة داخل مجلس النواب العراقي بمجرد انعقاد الفصل التشريعي الثاني الأسبوع المقبل، والتي تستهدف إصدار تشريعا يقضي بطرد كل القوات الأجنبية من الأراضي العراقية.
فالرجل لا يريد أن يضع نفسه في حرج أمام الإدارة الأمريكية، وقرر استباق تلك الجولة البرلمانية ليعلن موقفع المعاكس للتحركات “الشعبية”، وهي الرسالة التي أكد عليها عندما كسر البروتوكول الرئاسي وذهب إلى الأمين العام لعصائب أهل الحق المقربة من إيران، قيس الخزعلي في مقر مكتبه ببغداد في محاولة منه لإثنائه عن التصعيد ضد الولايات المتحدة.