الحمير والاسود في العراق المحتل
بقلم: أ. الدكتور عبدالرزاق الدليمي
كتب الراحل د علي الوردي في احدى مذكراته (فتح الحمار مذكراته اليومية وكتب فيها ،لا اعرف كم من الزمن مضى على رحيل الاسد ولكن وصلت في نهاية عمري الى قناعة راسخة لكنها قاسية ومؤلمة مفادها ان دكتاتورية الاسد افضل من (ديمقراطية) حرية القرود والكلاب فالاسد لم يكن يستعبدنا بل كان يحمينا من قرود تبيع نصف الغابة من اجل الموز وكلاب تبيع النصف الاخر من اجل العظام).
يقول طارق الهاشمي في لقاء معه اجرته قناة العربية نقلا عن جلال الطالباني ان نوري المالكي جاؤهم بعد الاحتلال وابلغهم ان حزب الدعوة قرر تصفية العلماء والضباط الطيارين وكبار ضباط الجيش العراقي ونريدكم تسهمون معنا في هذه الحملة اجابه مسعود البارزاني وجلال الطالباني انهم قرروا ان يطلقوا قانون عفا الله عما سلف لكل الاكراد الذين ساهموا مع النظام وهذا الملف بالنسبه اليهم قد انتهى وهنا اجابهم نوري المالكي انه سوف يتولى هذا الملف بنفسه وسيشكل فرق اعدام وفرق موت لتصفية كل هذه القيادات ويضيف الهاشمي قائلا لذلك فأن نوري المالكي وحزب الدعوة يتحملان مسؤلية قتل العلماء وقتل الضباط وقتل الطيارين وتأكد ذلك في وثائق وكيليكس التي قالت ان نوري المالكي رئيس الوزراء قائد القوات المسلحة العراقية سرب معلومات الى الموساد من جهة لتصفية العلماء وسرب معلومات الى اطلاعات الايرانية لقتل الطيارين العراقيين وكبار الضباط هذا هو نوري المالكي.!!!
الاصرار على تدمير العراق
في لقاء بثته احدى القنوات قال المالكي انه يستعد لدخول حلبة النزال في الانتخابات القادمة ونفس الشئ صدر عن هادي العامري في وقت اصبح فيه المواطن العراقي يعيش هول الصدمة وهو يتذكر تشبيه الكلاب والقرود التي تحدث عنها د علي الوردي وكيف انها مازالت متشبثة بأصرار بالكراسي التي لم يحلموا بالجلوس حتى تحت ارجلها لولا الخطيئة الكبرى للمحتل الامريكي البريطاني.
لا يشك أي عراقي شريف لحظة واحدة بهزالة وضعف وتهاوي زعيم الصدفة العراقي نوري المالكي وامثاله من الذين سيسجل عليهم التاريخ دورهم المرعب والرهيب والتاريخي في وضع العراق على طريق الحرب الطائفية الأهلية، فهذا الشخص كما كتب داود البصري نوري المالكي جاء من الصفوف الخلفية والكواليس الأمنية السرية لحزب الدعوة الإيراني سيظل لغزا من أكبر الألغاز التي أفرزتها لعبة الأمم الخبيثة وآلياتها السرية في العراق وحيث تتوارث زعامات الفشل وهي تسلم الراية لعنصر جديد من عناصر لعبة أممية شيطانية جعلت من العراق والشرق مسرحا عبثيا ودمويا كبيرا عبر استحضار ملفات وخرافات التاريخ المندرسة وتشجيع النعرات الطائفية المتخلفة وإظهار زعامات تمثل العجز والفشل بأبشع صوره ومخلفاته، وما حدث في الموصل من نكسة عسكرية عراقية كبيرة بعد الانسحاب (الهروبي) والشامل من أكبر معسكرات الشمال وتسليم أطنان الأسلحة والمعدات القتالية بما فيها الطائرات للجماعات العراقية المسلحة واتهام كبار القادة العسكريين العراقيين بالخيبة والتهاون والتقصير ولربما التواطؤ مع المعارضة العراقية المسلحة، هو في حقيقة الأمر لا يمثل إلا جزءا من مخطط واسع تديره إيران وبتعاون ومشاركة تامة مع قيادة نوري المالكي، يهدف لفك الحصار القاتل عن نظام دمشق ونقل عمليات (داعش) للعراق، في خطوة مسرحية لا تخفى تفاصيلها على أجهزة المخابرات الدولية، خصوصا بعد أن قررت الولايات المتحدة تسليح الجيش السوري الحر بمعدات قتالية حقيقية من شأنها قلب الموازين الإستراتيجية في معركة الحرية في الشام وهو ما لاحت بوادره ونتائجه في التقدم العسكري الأخير لقوات المعارضة السورية وإيقاعها خسائر مؤثرة جدا بقوات بشار وحسن نصر الله، ويرى البصري ان القيادات العسكرية العراقية وفقا لمعلومات ميدانية خاصة بريئة كل البراءة من تبعات أهوال الموصل، وهي ضحية لمؤامرة دنيئة أديرت ودبرت من مكتب نوري المالكي شخصيا وبتعليمات مباشرة من قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني الذي كان يدير بنفسه المعركة في شمال وغرب العراق وبما يعمق تورط النظام في طهران ووفق أساليب خبيثة هدفها الأساسي تشويه سمعة الثورة الشعبية العراقية عبر بوابة داعش وتفعيل الفتنة الطائفية عبر فتاوى غامضة وغير مسؤولة تبيح هدر دم العراقيين وتفتح الطريق لحرب أهلية طاحنة لن تبقي أو تذر.. كل ذلك يحدث تحت ظلال أكبر عملية تضليل دعائي هدفها الرئيسي تسويق دورة قيادية ثالثة للمالكي تحت بند الضرورة ومقاومة الخطر الإرهابي والتشويش الدولي والإقليمي على تطورات الوضع السوري، وضرب الثورة الوطنية العراقية، وطرد وإبعاد الأصوات العراقية المعارضة، بينما الوقائع الميدانية تؤكد على ضرورة محاسبة المالكي شخصيا وتقديم للمحاكمة العسكرية الفورية باعتباره ان توصيفه اثناء تلك الفترة القائد العام للقوات المسلحة وما سببته سياسته الكسيحة وقيادته الفاشلة من كوارث للعراق يتحمل هو وفريقه وطاقمه الاستشاري وحزبه الدعوي المسؤولية الأولى والمباشرة فيها، لقد اعتبر المالكي المعارضة العراقية السلمية في ساحات الكرامة والاحتجاج مجرد فقاعات وعمل على إنهائهم والقضاء عليهم دمويا كما لفق ملفات اتهام إرهابية مفبركة ضد قيادات عراقية كانت حليفه له ، وركب رأسه بما هو معروف عنه من عناد أخرق وبائس وقاد السفينة العراقية نحو صخور الدمار، فبناء المنظومة العسكرية كانت بالأساس عملية هجينة وغير ناجحة وصيغت وفقا لمواصفات طائفية بحتة حتى تحولت معسكرات الجيش العراقي الجديد لأماكن للرقص أو للطم ولساحة هتافات عشائرية وطائفية متخلفة، ثم إن أسلوب دمج أهل الميليشيات بالجيش وإعطاءهم رتبا عسكرية متقدمة لا يستحقونها كان إجهازا حقيقيا على قدرات الجيش التعبوية والبشرية حتى تحول ذلك الجيش لأكبر مؤسسة لنهب واستنزاف الأموال العامة دون حصيلة حقيقية.
ما يجري في العراق مؤامرة إقليمية كبرى وإعداد الساحة العراقية لحرب طائفية هو جزء فاعل من الخطة الإستراتيجية الإيرانية لإنقاذ النظام السوري من مصيره البائس والحتمي، ليس هنالك من يتحمل مسؤولية تشويه الجيش العراقي وتدمير السلم الأهلي أكثر من الرئيس الاسبق للحكومة نوري المالكي الذي قاد البلاد والعباد طيلة ثمانية أعوام عجاف على سكة الندامة والخسران، خصوصا وهو يطمح من جديد لان يغامر بوحدة وسلامة العراق وشعبه من أجل إنقاذ المشروع الإيراني المتهاوي في الشرق.
الحروب مستمره على العراق
في محاضرة ألقاها البروفسور “ماكس مانوارينج” خبيرالاستراتيجية العسكرية في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الأمريكية تكشف لنا لغز ما يجري في منطقتنا و ما يخطط لها ..استهل البروفسور ماكس محاضرته بالقول بأن اسلوب الحروب التقليدية صار قديماً، والجديد هو الجيل الرابع من الحرب وقال حرفياً ليس الهدف تحطيم المؤسسة العسكرية لإحدى الأمم، أو تدمير قدرتها العسكرية، بل الهدف هو: ( الإنهاك ــــ التآكل البطيء ) لكن بثبات فهدفنا هو ارغام العدو على الرضوخ لارادتنا والهدف زعزعة الاستقرار وهذه الزعزعة ينفذها مواطنون من الدولة العدو لخلق الدولة الفاشلة وهنا نستطيع التحكم وهذه العملية تنفذ بخطوات ببطء وهدوء وباستخدام مواطني دولة العدو، فسوف يستيقظ عدوك ميتاً.
واذا ما نظرنا بتعمق الى مافعلته المجموعات التي جلبها الاحتلال خلفه وسلمها دفة الحكم على مدى 18 عاما من عمر الاحتلال فأن أكثر ما يلفت الانتباه عمليات الإنهاك، والتآكل البطيء ومعنى التآكل البطيء يعني خراب متدرج للمدن، وتحويل الناس الى قطعان هائمة وشل قدرة البلد العدو على تلبية الحاجات الاساسية،بل تحويل نقص هذه الحاجات الى وجه آخر من وجوه الحرب، وهو عمل مدروس ومنظم بدقة.. وفي عبارة لافتة في المحاضرة يقول “ماكس مانوارينج” بكل وقاحة مبطنة في مثل هذا النوع من الحروب قد تشاهدون اطفالا قتلى او كبار السن، فلا تنزعجوا علينا المضي مباشرة نحو الهدف، بمعنى لاتتركوا المشاعر أمام هذه المشاهد تحول دون : تحقيق الهدف وهذا الاسلوب طبق ولايزال يطبق في العراق وسوريا واليمن، وفي ليبيا، وربما إقتصاديا في لبنان .. ان استراتيجية الانهاك تعني نقل الحرب من جبهة الى أخرى، ومن أرض الى أخرى، واستنزاف كل قدرات الدولة على مراحل متباعدة ، وجعل الدولة تقاتل على جبهات متعددة محاصرة بضباع محليين من كل الجهات، والتخطيط لتسخين جبهة وتهدئة جبهة أخرى، اي استمرار ادارة الازمة وليس حلها ولكي لا يتم انهيار الدولة السريع، لأن الانهيار السريع يبقى على كثير من مقومات ومؤسسات الدولة والمجتمع،… وبالتالي فإن أفضل الطرق هو التآكل البطيء، بهدوء وثبات عبر سنوات من خلال محاربين محليين شرسين وشريرين بصرف النظر عن وقوع ضحايا أبرياء لأن الهدف هو السيطرة وتقويض الدولة والمجتمع أهم من كل شيء، أي محو الدولة والمجتمع عبر عملية طويلة. من المؤسف أن هذا المخطط الذي يعترفون به ويعلنونه بكل وقاحة، هو الذي نراه بأعيننا، ويطبق بأيدي اناس فرضوهم على مجتمعاتنا، تحت شعارات صاخبة من حقوق الانسان والديمقراطية، والحرب على الارهاب
الادارة بالازمات
في العراق كما هو واضح يطبق الاحتلال وذيوله مبدأ يطلق عليه الإدارة بالأزمات ويعني ان الجهات المسؤولة تعمد الى خلق أزمة معينة (إفتعال) في مستوي معين (أو مستويات) من أجل تحقيق مصالح شخصية أو مصالح معينة لهم من خلال تحريك أطراف الأزمة بما يخدم الأهداف الإستراتيجية والمصالح المعينة لمفتعل الأزمة (شخص , مؤسسة , دولة) وخير مثال واقعي مانعيشه في العراق من الفوضي من 18 عاما.في حين ان المطلوب اعتماده في العراق هو إدارة الأزمات ففي هذا المصطلح يهتم رجالات الدولة بدراسة إدارة الأزمات وهذه العملية تتطلب تقدير الأمر المفاجئ وتحديد (توقع) إتجاهات الحركة البديلة وبهذا المفهوم (إدارة الأزمة) هي كيفية (طريقة , أساليب , خطط) التعامل مع الأزمات وإيجاد الحلول لها والعمل علي تحييدها (تقييدها) حتي لا تتطور ويصعب السيطرة عليها أو التعامل معها ومع وجودها ومن أمثلتها : سياسات الدولة الإقتصادية والتشريعية والمالية , صراع بين الاحزاب السياسية السيولة ، المشاكل الإقتصادية ، المعوقات البيئية ، الكوارث الطبيعية ….. إلخ.ان ما اشرنا اليه يعطينا اجابات ويعرفنا اسباب استخدام اسلوب استمرار ادارة الازمة بدلا من حلها وكيف يخططون ليظل النزاع والخلاف بين فئات المجتمع بل والاقتتال بين افراده من أجل القضاء على مقدرات الشعوب في منطقتنا و تحويلهم الى تابعين لا حول لهم و لا قوة
مأزق نظام طهران
لأسابيع كانت طهران في انتظار رسالة محددة من واشنطن مع ترقب دخول الرئيس الجديد جو بايدن وإدارته البيت الأبيض.لم تتأخر الرسالة المرتقبة كثيرا، لكنها جاءت عكس المطلوب أو المرغوب، فقاذفات أميركية من طراز بي 52 طارت إلى الخليج العربي.
وصول القاذفات يمثل رابع انتشار عسكري أميركي في المنطقة خلال الشهرين الماضيين، فيما أوضح سلاح الجو الأميركي في بيان لم يترك حيزا للتأويل أو التكهن، أن إرسال القاذفات يأتي لإظهار التزام الولايات المتحدة المستمر بالأمن الإقليمي وردع أي عدوان.
وحسب البيان، حلقت الطائرات لمدة 36 ساعة متواصلة من قاعدة في داكوتا الشمالية إلى الخليج قبل العودة.
أما الهدف فهو رسالة ردع لإظهار القدرة على نشر قوة قتالية ساحقة في وقت قصير، كما ذكر البيان.رسالة القاذفات تأتي بعد أيام من تولي جو بايدن الرئاسة، وهو التغير الذي كانت تراهن عليه إيران، لإعادة الحياة للاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب 2015.
اعتقد كثير من المراقبين ان تصريحات بلينكن دفعت بالمسؤولين إلايرانيين إلى الادعاء بأن إدارة بايدن تستخدم نفس تكتيكات إدارة ترامب ذلك ان نظام طهران ربما اصيب بخيبة أمل شديدة بعد تصريحات وزيرة الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن بشأن العقوبات الأميركية على طهران وتأكيده على عدم رفعها حتى يتم الامتثال الكامل للاتفاق النووي، وكان أنتوني بلينكن قال الأربعاء الماضي بعد يوم على توليه منصبه، إن الرئيس بايدن أوضح أنه إذا أوفت إيران مجددا بكل التزاماتها” باتفاق 2015 “فإن الولايات المتحدة ستفعل الأمر نفسه وأضاف أن إيران “توقفت عن الوفاء بالتزاماتها على جبهات عدة. سيستغرق الأمر بعض الوقت إذا اتخذت هذا القرار، للعودة إلى المسار الصحيح، وسيستغرق الأمر وقتا حتى نتمكن من تقييم ما إذا كانت تفي بالتزاماتها. ما زلنا بعيدين جدا عن ذلك. هذا أقل ما يمكن قوله”.وتطلب إيران العكس، وتريد أن تقوم واشنطن بالخطوة الأولى عبر رفع العقوبات الأميركية قبل أي شيء آخر.ولم يوضح بلينكن الطريقة التي ينوي فيها حل هذه المشكلة. وقد التقى الأربعاء نظراءه الفرنسي والبريطاني والألماني المتمسكين جدا بالاتفاق الإيراني. وتشير “الغارديان” إلى أن بلينكن قام “بتجميع فريق تفاوضي من ذوي الخبرة للتعامل مع إيران، وربما يحاول الحصول على موقف تفاوضي قوي قبل بدء أي محادثات”.
ويفترض أن يمنع الاتفاق إيران من تطوير قنبلة نووية، وقد وقعته القوى الكبرى وفي طليعتها الولايات المتحدة في ظل رئاسة باراك أوباما، كما أيدته الأمم المتحدة، لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا من الاتفاق عام 2018، معتبرا أنه غير كاف لكبح النشاط النووي لإيران و”أنشطتها المزعزعة للاستقرار” في الشرق الأوسط. وأعاد ترامب إثر ذلك فرض عقوبات على إيران وشددها تدريجيا، وردت طهران بالتخلي شيئا فشيئا عن التزاماتها الواردة في الاتفاق. ووعد بايدن الذي كان عند إبرام الاتفاق نائبا للرئيس أوباما، باستئناف الحوار والعودة إلى الاتفاق، معتبرا أن منع إيران من تطوير سلاح نووي هو الأولوية الأهم.