الانتخابات بين المهاترات والتهديدات
بقلم : محمد الوزان
تتجاذب الاحزاب السياسية اطراف الحديث ولكن بصيغة الادعات والمهاترات والتهديدات على خلفية نتائج الانتخابات التي اودت بالقوى السياسية الموالية لايران واغلقت امامهم كل باب للانفراج رغم صيحات الاستغاثة والاستنجاد بالرفض والطعون التي جاءت نتائجها بالضد من الامال العريضة التي عقدوها على هذه الطعون التي لم ترق الى مستوى حتى النظر فيها٠والحقيقة التي يتعين ان يفهمها الجميع ان الاحزاب الولائية التي لايربطها مع الوطن سوى السلاح لم تكن تتصور هذه الهزيمة النكراء من قبل الشعب العراقي الذي اذاقته الويلات على امتداد السنوات الماضية ظنا منها ان هذا الشعب يمكن ان ينسى حماقاتها وقتل المئات من ابنائه الذين لم يطالبوا سوى بالعيش الكريم والخدمات ولكن هذه الاحزاب واذرعها العسكرية بدلا من الانصياع للضمير ونداء الحق وظفت كل ترسانتها العسكرية الايرانية والتي لم يسلم منها لا صغير ولاكبير ولاشاب ولاشيخ ولافتاة ولا امراءة من اجل ضمان مصالحها وامتيازاتها الانانية ٠لقد جاءت نتائج الانتخابات لتعبر اصدق تعبير عن موقف سما علوا للشعب العراقي والذي قالها بصوت عالي لا لاحزاب الاسلام السياسي ولا للميشيات ولا للاحتلال الايراني وكانت الانتخابات بمثابة استفتاءا شعبيا للمستقبل الذي يطمح له العراقيون وردا واضحا على دعوات الاستسلام واليأس التي تحاول هذة الاحزاب اشاعتها وبثتها بين ابناء الشعب الواحد٠والمفرح
حقا القدرة الرائعة التي اظهرتها مفوضية الانتخابات المستقلة في ادارة العملية الانتخابية وابعادها عن كل اشكال التزوير والتلاعب حتى حظيت باحترام الشعب العراقي واشادة المجتمع الاقليمي والدولي اللذان راقبا الانتخابات من خلال عشرات المراقبين الذين لم يسجلوا ولو ملاحظة تزور واحدة واكمل الاشادة الاتحاد الاوربي والامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والذي لم يسبق له الاهتمام بانتخابات كالانتخابات العراقية وبهذه كله كسبت الانتخابات مصداقية وشهادة اعتراف لا يستطيع احد ان يطعن فيها٠وامام هذه الانتخابات الصادقة لم تجد الاحزاب المفلسة جماهيريا والتي لفظها الشعب سوى الاعتراض وعدم الاعتراف بنتائجها والادعاء بوجود تزوير والتباكي هنا وهناك على امل ان يستمع لهم احد او رغبة بالحصول على مقعد او اثنين تداوي بها خيبتها وخسارتها لامتيزاتها بعد ان جعلتها نتائج الانتخابات على قارعة طريق غير معبد وتجر اذيال الخيبة٠والغريب ان هذه الاحزاب الخاسرة لم تجهد نفسها بالبحث عن الاسباب الحقيقية لخسارتها المدوية ولو كان عندها بعدا سياسيا لشرعت من اليوم بمعرفة اسباب الخسارة وتصحيح مسارها والاعتذار من جماهيرها ان كان لديها جماهير مخدوعة بهم٠ان تلويح هذه الاحزاب بالتهديد بالسلاح والاحتكام الى الشارع عبر منتمين الى الحشد الشعبي هو مسعى لان يكتب له النجاح خاصة وان المفوضية اجرت كل ما مطلوب منها وباعتراف الجميع وان الاصرار على الخطأ لن يقود الا مزيدا من العزلة والخذلان لهذه الاحزاب والحاق اكبر الضرر بما يسمى بالديمقراطية التي تريد هذه الاحزاب تفصيلها على مقاساتها٠ان على هذه الاحزاب الخاسرة ان تعي حقيقة واحدة لاثانية لها وهي انها انكشفت امام الشعب العراقي والعالم وان اساليب القتل والاختطاف والتغييب لم تعد ممكنة امام صحوة الشعب العراقي الذي لزم زمام امره في هذه الانتخابات وعرف من يمثله بصدق وهذه ما يفسرة صعود العشرات من المستقليين لاول مرة وقوى اخرى عازمة على بناء العراق ضمن حكومة الاغلبية الوطنية وليس حكومات توافقية لم تجلب للعراق وشعبه سوى الفساد والخراب والتشريد وضياع هيبة الدولة