(الانبار –!! ياشجرة السنديان-!!)
بقلم: شكر الكبيسي
عندما اكتمل المشهد الكارثي باحتلال محافظة الانبار من قبل عصابات داعش الإرهابية،غادرناها مجبرين، وتم إغلاق كل الطرق المؤدية لسلامتنا وسلامة اطفالنا ونسائنا،فكان جسر (بزيبز) ولازال شاهدا حيا على ماقام به اؤلئك الانذال والذيول عندما منعوا أهل الانبار من العبور منه الى بغداد والى بقية مدن العراق الامنة-!!
وبعد أن غادرنا الانبار لم يصدق أحد منا اننا سنعود اليها،أو يمد الله تعالى بأعمارنا ليوم نراها شامخة كما عهدناها منذ طفولتنا مرورا بشبابنا وكهولتنا،حتى أذن الله تعالى لتتحرر الانبار ومدنها واحدة تلو الاخرى على أيدي أبناء القوات المسلحة العراقية الابطال بكل تشكيلاتها وصنوفها،وبعدما دخلنا اليها شبكنا عشرنا على رؤوسنا من هول مارأينا من الدمار والخراب الذي حل بمدينة الكرم والكرام،فلم يعد فيها اي شيء على ما يرام سوى السماء والأرض والفرات وغيرة أهلها وشبابها النشامى-!!
كانت عودتنا اليها خجولة بسبب الخراب الذي حل بها إذ بلغت نسبته ٨٠% وبسبب ضيق اليد لأكثر عوائلها التي كانت نازحة ولم يرحمهم أحد في نزوحهم،وكانوا جميعا تحت رحمة المؤجرين(اخزاهم الله)والذين لم يعرفوا الرحمة في حياتهم قط-!!
فعاد الكرام إلى مرابع كرمهم التي اصبحت ساجدة لله في ارضه،عادوا والعود أحمد فشمر الجميع عن سواعدهم ليعيدوا شجرة السنديان إلى ارضها المعطاء، ويسقوها من عرق جبينهم،وكد يمينهم لتكون ظلا وارفا،ودفأ رائعا لهم ولكل أبناء العراق الواحد،لتصبح الانبار وأهلها الكرام مضرب الأمثال في البناء والأعمار والمحبة والسلام والامن والامان لكل محافظات العراق ومدنه–!!
ان ما حدث ويحدث اليوم في الانبار خصوصاخلال فترة تنفيذ الحظر اليومي على اهلها بسبب (فايروس كورونا) وماافرزه هذا الحظر من التزام طوعي لأهلنا في الانبار، وتعاون جاد مع الأجهزة الحكومية،وتكاتف وتكافل اجتماعي بين عموم اهلنا في الانبار،ومساعدة الاغنياء لاخوانهم الفقراء عكس صورة الانبار الحقيقية والجميلة التي عرفناها منذ الصغر والتي أراد السفهاء والذيول محوها وتشويهها، ولكن الانبار بهمة عشائرها الاصيلة،ورجالها المخلصين الشرفاء أثبتت للجميع أنها رقم صعب في معادلة العراق وهي عصية لا تقبل القسمة الا على نفسها وعلى واهلها-!!
تحية لأهلنا وعشائرنافي عموم محافظة الانبار-!!
تحية لكل الأجهزة الأمنية والخدمية في محافظة الانبار-!!