الامم المتحدة تشهد محبة ” الامير لشعبه “

الامم المتحدة تشهد محبة ” الامير لشعبه “

بقلم: اسماعيل الجنابي

لا شك أن الشعوب عندما تعشق حكّامها فإنها تصنع المعجزات، وخاصة في فترات المحن والأزمات، وقد تجلى هذا الموقف عندما تكالبت بعض دول مجلس التعاون الخليجي لغدر دولة قطر وشخص اميرها  ، فكان الرد عفويا ومزلزلا ليرسم لوحة تلاحمية ورسالة قوية الى الذين تخالجهم نفوسهم ان يدقوا اسفين التصدع بين الأمير وشعبه ، بغية ايجاد مظلة وهمية يتفيأ تحت ظلها المتربصون لهذا المخطط ، لكن الحقيقة التي كسرت سهام نواميس الظلام ، تمثلت في مؤازة الشعب لأميرهم المعطاء الذي كان اهلاً بالمحبة .

ان محبة الشعب للحاكم، مصدره ما يغدقه على شعبه من حب وتقدير، وبذل وعطاء، وخدمةٍ لمصالحه ومستقبل أبنائه وضمان عيشه الكريم ، وهكذا، شاهدنا الشعب القطري الأبي ينزل بالآلاف إلى شوارع المدن يوازره الخيرين الشرفاء من المقيمين بجميع اعراقهم واديانهم ومللهم ، يتزينون بثوب الوطن ، من أجل مساندة الامير تميم .

إن شعبا يعشق حاكمه، لا يملك إلا أن يضحي بالغالي والنفيس في سبيل حمايته والدفاع عنه والوقوف بجانبه، في أحلك الظروف وأصعب اللحظات، وهذه قمة الوطنية والتشبث بالشرعية ، إنها دروس وعبر ما أحوج البلاد العربية وخاصة الشباب لتمثلها والاقتداء بها، دفعا لكل الأخطار المحتملة والتي تهدد أوطانهم، وخاصة في ظل تنامي التهديدات الخارجية التي تريد زعزعة استقرار بعض الشعوب، ومن ثم فإن صمام أمان الأمم هو شعب محب وغيور على ثوابته ومقدساته، وعلى رأسها الحاكم الشرعي.

إن الفتن عندما تهيمن على أرض ما، فهي تأتي على الأخضر واليابس وتحصد النفوس والأرواح، وتزرع الرعب والشتات، وتهدم الدين والأخلاق، فلا صوت يعلو إلا صوت الرصاص والقتل، وفي ذلك هدم لبنيان الله، وهو الإنسان، ولذلك كان حب الأوطان من كمال الإيمان، ولا شك أن الحاكم العادل جزء من الوطن ينبغي أن يُحمى ويدافع عنه، وأن يفديه الشعب المحب بكل ما أوتي من قوة، فما صنعه الشعب القطري بوقوفه الصامد والصابر، دليل على وعي حضاري وإنساني عميق عند هذا الشعب العريق.

ولا شك أن هذا المقام الرفيع من الوطنية لم يبلغه إلا شعبٌ محب وواع وأصيل يدرك جيدا أن الديمقراطية تقتضي التضحية وأن الشرعية تقتضي الاستماتة في الدفاع عنها، وأن الحاكم عندما يتم اختياره والتعاهد معه فإن ذلك ميثاق غليظ وعهد وثيق يقتضي الوفاء به من كلا الجانبين: فالحاكم يبذل الجهد في إسعاد الشعب، والشعب يبذل النفس في الدفاع عن حاكمه، وهذا الالتحام بين الشعب وحاكمه: هو مَنْ يصنع المعجزات، ويجعل البلد في ثبات موحدا وقويا لا يمكن اختراقه أو زعزعة استقراره أو بث الفوضى والفتنة في آفاقه، إنها الشعوب عندما تعشق حاكمها، لا تتخلى عنه أبدا.

من حق الامير ” تميم ” ان يقف شامخا متباهيا بشعبه العريق وهو ينطق عبارات المحبة والفخر والامتنان له داخل اروقة الجمعية العمومية للامم المتحدة ، ليؤكد للعالم اجمع ان قيمة الحاكم لشعبه هو بمدى اخلاصه لهم والعمل على اسعادهم ، كما هو بنفس الوقت ، التزام الشعوب بحماية ثوابتها وصيانة مقدساتها، والحفاظ على وحدة الأمة التي تلتف حول أميرها المحبوب ، الذي اختارته عن قناعة ورضيت به راعيا لمصالحها، وهكذا لا بد من أخذ الدروس والعبر من هذا الحدث الاستثنائي في تاريخ الشعوب والأمم المتحضرة المعاصرة، انه ” تميم الشعب وشعب تميم ” .

 

 

 


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.