“الاستشهاد الاعظم”
بقلم. كاتبها ……
في مثل هذه الايام خرج الامام الحسين في جولة الى المحافظات الجنوبية
وزار العوائل الفقيرة ولم يجد نور يضيء دارهم
ولاشيء يدفئ اطفالهم فقال لهم اين الوالي عنكم
فأجابو انه يسكن المنطقة الخضراء فقال: انه والي متواضع يترك قصره ويسكن قي حديقة خضراء ،لكن لماذا لايوفر لكم حياة كريمة وارض العراق وفيرة بالخيرات؟؟
فقال الناس انه لايعلم بحالنا يا امامنا و ان المنطقة الخضراء ليست حديقة قصر انها منطقة محصنة وفيها النور لايطفيء وهنالك بنوك تشبه بيت المال خاص للسياسيين تذهب فيه ثروات العراق،فنهض الامام وقال: منذ متى هذا الحال؟قال الناس وهم مطأطئون رؤوسهم منذ خمسة عشر سنة…!!!
غضب الامام وقال الم تثوروا على الحاكم الجائر؟ انه اعظم جهاد عند الله ، كيف تتبعوني وترتضون هذا الذُل؟
فسكتو،وصدر صوت شجاع من خلف الجالسين وقال: امامي ان رجال الدين لم يفتوا لنا بإنتزاع حقوقنا
وخشينا ان نكسر كلامهم فنكون خاسرين لك،
قام الامام وذهب عند رجال الدين يوبخهم ويعطيهم درس اخلاقي ويهزء بعلمهم الذي لاينفع فلم يفتح عالم دين فمه..
ذهب للمنطقة الخضراء ورأى السياسيين الذين يتغنون وينشدون بحبه
فعرف انهم ثله من المنافقين، رأى مزابل بغداد وقهر الناس وبؤسهم مر عند جسر بزيبز ورأى خيام النازحين فتذكر الخيام التي نُصبت في صحراء العراق قبل هجوم عبيد الله بن زياد ،وهو يغلي بداخله وتمنى لو كان معه الآن ابراهيم الاشتر…!!
جاءه نداء بأن الشعب سينصره ويكون جيشاً تحت قيادته اذا قادهم للخضراء للتخلص من السياسيين ومهازلهم
فوافق الحسين على هذا الأمر وشد رحاله للذهاب اليهم،واثناء ذلك قام السياسيون بمكالمات سريعة واتفاقات مصالح مع رجال الدين وبدورهم ابلغوا الناس بأن هذا ليس هو الحسين وهو منتحل لشخصيته ..
وبأن الحكم سيذهب من ايدينا وسيحكمكم البعثيون من جديد..!!
فصدق الناس ذلك..!!
وعندما وصل الامام وجد انّ انصاره قد خذلوه مرة اخرى!! فحدثت معركة الطف بجزئها الثاني… !!
وهكذا استشهد الإمام الحسين مرةً اخرى..
الأولى على يد اعدائه بفقدانه لجسده، أما الثانية فعندما استشهدت أهدافه على يد بعض انصاره ومحبيه وكان هذا هو الاستشهاد الأعظم،
وحزن الحسين حزناً شديداً لانه سيرقد ثانيةً في ارض المنافقين..!!!