الإمارات ومزايا الدولة العصرية،،،
تأليف :د. عادل الأشرم بن عمار
صدر حديثا عن دار ابن الجوزي في عمان كتاب يحمل عنوان “التطور الفكري والسياسي لمنطقة الخليج العربي وأثره في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة”
حيث تناول هذا الكتاب النهضة الحضارية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، وماوصلت إليه من مستوى عالي ومتقدم في كل القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية، إضافة إلى قطاع الاتصالات والإعلام، فضلا عن الاستقرار الأمني والقضائي والازدهار التجاري والمالي، وهذا انعكس بشكل كبير على المواطنين الذين ينعمون بدرجة رفاه عالية جعلتهم في أعلى المستويات الدولية للدول الأكثر تقدما في الدخل والعيش الكريم.
وأشرت بكل وضوح أن هذا الأمر لم يكن ليتم لولا وجود قيادة شجاعة وقوية حريصة على شعبها ومستقبل بلادها، وبينت جوانب كثيرة من نجاحها في هذا المضمار.
وتطرقت للمزايا العصرية التي تنعم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، وماتتمتع به من قوة في القانون ورصانة في السياسة الداخلية والخارجية، وبحثت في جوانب كثيرة تتعلق ببناء الذات الإماراتية، وبينت أبرز القرارات التي اتخذتها القيادة الإماراتية على كافة الصعد.
نجد اليوم أنموذجا حيا وواقعيا لإحدى أهم تلك الدول الخليجية، كيف استطاعت أن تبنى ذاتها الفكرية والحضارية بشكل فريد يحافظ على هويتها الخاصة، ويسمح بانتقالها إلى أعلى المراتب الدولية العالمية لأكثر الدول تقدما وازدهارا وتطورا، فكانت الإمارات العربية المتحدة الدولة العربية الأولى التي نافست أعظم أمم الأرض في الوصول إلى أبعد النقاط الكونية في هذا الفضاء المفتوح، فأرسلت أول مسبار فضائي يحمل العنوان العربي إلى المريخ بجهود علمية ذاتية جبارة، وسجلت بصمة تاريخية غير مسبوقة، وشقت طريق تقدمها نحو امتلاك أعلى التقنيات العلمية التي أهلتها لبناء مفاعلات نووية تستخدم للأغراض السلمية.
إن تاريخ هذه الدولة هو انعكاس كامل لتاريخ القبائل العربية سكان منطقة الخليج القدامى، فتلك القبائل كانت من القبائل المنيعة القوية، التي سجلت مآثر خالدة سواء في مقارعتها للغزاة أو حتى في محافظتها على استقلاليتها على ساحل الخليج الغربي، بعيدا عن الذوبان بأتون الأقوام الأجنبية الغازية.
ومن هذا المنطلق جاء هذا الكتاب ليحاكي هذا التطور، ويدرس كيفية انتقاله من مرحلة البناء الشامل الجامع لمنطقة الخليج إلى مرحلة بناء الذات الخاصة لكل دولة من دوله، وفق سياق تسلسلي متتابع لثلاثة أبواب رئيسية شملت متغيرات العنوان البحثية الثلاث: الفكر وتطوره وأثره في البناء السياسي للأمم، منطقة الخليج العربي كبيئة واسعة هامة عكست التأثير في ولادة الأنموذج موضوع البحث، وهو متغير الدراسة الثالث دولة الإمارات العربية المتحدة.
بدأنا كتابنا هذا أولا بمنطقة الخليج العربي الذي جاء كهدف أول لبحثنا هذا، وتمثل بالباب الأول من الكتاب، وحوى على ستة فصول تعلقت: الفصل الأول بالنشأة والتكوين والذي بينا فيه موقع الخليج العربي ومناخه ومسماه الشرعي، والفصل الثاني أوضحنا فيه ما يتعلق بالعرب على اعتبار أنهم سكان الخليج منذ القدم، وبينا أصلهم وتاريخهم، بلادهم وهجراتهم، والفصل الثالث تطرقنا فيه للشرعية العربية في الخليج العربي وفق أدق الشواهد والمعلومات التاريخية، والفصل الرابع كان حول التركيبة الاجتماعية لمنطقة الخليج العربي، بينما تناول الفصل الخامس الأطماع الدولية في الخليج العربي، والفصل السادس فصل في نشوء دول الخليج العربي من خلال مبحثين، الأول تعلق بدول الخليج القديمة وتطورها، والثاني تعلق بدول الخليج العربي الحديثة.
أما الباب الثاني فكان حول الفكر العربي وتطوره، تناولنا فيه نشوء الفكر العربي على اعتبار أنه الفكر الأساس لدى سكان الخليج على تعاقب مراحلهم، وكان في ثلاثة فصول، الأول تتبعنا فيه نشؤ الفكر وتوسعه، والثاني ركزنا فيه على الشرعية السياسية وبينا ماهيتها لنصل إلى شرعية الدولة هدف الدراسة، والثالث تعلق بالجانب النظري المتعلق بدراسة الأثر وكان في ثلاث مباحث، مبحث متعلق بالنظريات العلمية لدراسة الأثر ومبحث كان حول مفهوم التطور في بناء الدول وتنميتها ومبحث تناول علاقة الأثر في ظهور ظاهرة الأنموذج.
الباب الثالث كان مخصصا عن دولة الإمارات العربية المتحدة، ويقع في ثلاث فصول، الفصل الأول عن الذات الإماراتية، والفصل الثاني يبحث بالنواحي المتعلقة بظاهرة الرقي في الأنموذج الإماراتي، وتناول الفصل الثالث أنموذج الدولة القائدة ومزاياها العصرية.