بقلم: المرجع الديني السيد حسن الموسوي
تعتبر الكفاءات والنخب العلمية حجر الاساس الصلد الذي ترتكز عليه الدول المدنية المتحضرة في جميع دول العالم.. الا في العراق الجديد ، بدليل عندما أُحتل العراق من قبل القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها، دخلت الفصائل التابعة لايران وهي معبئة حقدا وكراهية حاملة شعار الثأر من العراقيين الشرفاء ،وفي مقدمة هذه الفصائل ما يسمى بقوات بدر أو( فيلق بدر) .
وكانت إن مهمة كلفوا بها من قبل اسيادهم في طهران هي تصفية العقول والكفاءات العلمية في العراق، فلم يسلم من ايديهم ( الطبيب،الضابط ، الطيار، وكبار قادة الجيش العراقي) بل الادهى والامر من ذلك قتلهم عددا من علماء الفلك وعلماء الفيزياء النووية والكيمياء وخبراء السياسة والصحة والإقتصاد ورجال الدين الوطنيين،وبعض شيوخ العشائر العربية وشخصيات أخرى يرتكز عليها بنيان الدولة . الهدف منها شل حركة البناء والتقدم ، ناهيك عن سياسة القمع والتهجير والنزوح لتعطيل الحياة ، حتى بات العراق يفتقد الى الكفاءات العلمية .
ورغم سنوات القهر العجاف التي لاحقت العراقيين بعد الاحتلال ، الا ان أبناؤنا الشباب استطاعوا الحصول على شهادات عليا لكي يخدموا بلدهم ويملؤا الفراغ الحاصل نتيجة هذه الأعمال العدوانية انفة الذكر ، لكنهم جوبهوا برفض تعيينهم في مؤسسات الدولة بسبب سياسة الاقصاء التي مارستها هذه الحكومات المتعاقبة والمتخلفة التي لا تريد بناء وطن قوي بأبنائه لشيء بسيط ، كونهم لا يرغبون أن يكون هؤلاء الشباب أرجح منهم في الجانب العلمي والثقافي وغيره وكل هذه الاعمال الدنيئة كانت بأوامر من دولة الولي الفقيه في طهران لانها تريد ان يبقى العراق ضعيفاً هشا ليهيمنوا عليه وهذا ما حصل فعلا ، حيث تسلط على رقاب العراقيين اصحاب الفكر السيء ليعم القتل والجهل والفساد وادخال الافكار الدخيلة الهدامة على ثقافة مجتمعنا بعد ان كان متراصا اجتماعيا واخلاقيا وانسانيا .
إن بداية ثورة تشرين في العراق كانت بقيادة هؤلاء الشباب من أصحاب الشهادات العليا هي النقطة التي افاضت الكأس الممتلئ بالهموم وكنتُ بفضل الله تعالى ممن كان لهم الدور الارشادي والمعنوي في دعم افكار الثوار ، إضافة الى التوجيهات المفيدة التي ساهمت في قدح الشرارة الاولى للثورة لهم ، ما اسهم في تأجيج الشارع العراقي المطالب بالحرية لتعم الثورة قلوب الشباب الثائر وتوحد صفهم نحو الهدف المنشود لتلتحق قوافل جديدة من شبابنا وشاباتنا الفاضلات ليمتزج دم الثوار جميع الطيف العراقي ليصدح الصوت العراقي الحر بقلب واحد وصوت واحد ( نريد وطن).
تحية فخر واعتزاز لكل الشباب العراقي الثائر والرحمة والخلود والغفران لشهداء ثورة تشرين المباركة، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين الذين سيشهد لهم الأعداء قبل الأصدقاء انهم صناع مستقبل العراق،وأن ثورة تشرين هي سيدة الثورات والنصر قادم بعون الله وتوفيقه.