قدم محافظ ذي قار ناظم الوائلي استقالته إلى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عقب أعمال عنف شهدتها المحافظة وراح ضحيتها عدد من المتظاهرين.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الاستقالة جاءت استجابة لمطالب المحتجين، الذين قتل منهم ثلاثة الجمعة في مواجهات مع قوات الأمن.
وأضافت أن الكاظمي قبل استقالة الوائلي، وكلف رئيس جهاز الأمن الوطني عبدالغني الأسدي بمهام محافظ ذي قار، مؤقتا.
وذكر موقع “ناس” الإخباري نقلا عن مصدر حكومي قوله إن “الكاظمي أمر بتشكيل مجلس تحقيقي بالأحداث الأخيرة التي شهدتها ذي قار ومحاسبة المقصرين”.
وقتل ثلاثة متظاهرين بالرصاص الجمعة خلال صدامات مع قوات الأمن في مدينة الناصرية في جنوب العراق.
وفي وقت سابق ذكر مراسلنا، نقلا عن مصادر طبية، أن أكثر من 90 شخصا أصيبوا في المواجهات، بينهم 13 تعرضوا لإطلاقات نارية، مضيفا أن تعزيزات أمنية من قوات الشرطة الاتحادية وصلت للمنطقة للسيطرة على الأوضاع المتأزمة.
وتركزت الصدامات بين المحتجين وقوات الأمن قرب جسر الزيتون في محافظة ذي قار ومركزها مدينة الناصرية.
وقال مراسل “الحرة” إن قوات الأمن العراقية كانت تحاول تفريق محتجين اقتحموا مبنى الحكومة المحلية في وقت سابق، الجمعة، حيث شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد في محيطه.
وأشارت منظمة العفو الدولية إلى علاج جرحى في مواقف سيارات. ونقلت المنظمة غير الحكومية عن شاهد أنه رأى متظاهرا يُصاب برصاصة في رأسه مباشرة.
وكتبت على تويتر إن الحكومة العراقية “أخفقت مجددا” في وضع حد لإفلات من يقتلون المتظاهرين من العقاب.
وترفع هذه الأحداث حصيلة القتلى إلى خمسة في هذه المدينة منذ أسبوع. وأصيب عشرات أيضا من جراء أعمال العنف.
ويتحدى المتظاهرون منذ عدة أيام تدابير احتواء الموجة الوبائية الثانية في البلاد بغية مواصلة حراكهم الاحتجاجي، بينما انخفضت التحركات الاحتجاجية على مستوى البلاد في الأشهر الأخيرة.
وتجمع المحتجون عدة مرات هذا الأسبوع أمام مبنى المحافظة في الناصرية للمطالبة بإقالة المحافظ ناظم الوائلي وسط تدهور الخدمات العامة.
ووقعت إحدى أكثر الأحداث دموية في هذه التحركات في الناصرية في نوفمبر 2019 حيث قُتل نحو 30 متظاهرا على جسر الزيتون، ما أثار موجة من الغضب في جميع أنحاء البلاد وأدى إلى استقالة رئيس الوزراء آنذاك عادل عبد المهدي.
وتأتي أعمال العنف الجديدة قبل أقل من أسبوعين من زيارة مقررة للبابا فرنسيس إلى جنوب العراق، وهي أول زيارة يقوم بها حبر أعظم إلى العراق.