قالت مصادر مقربة من الكرملين ، إن روسيا بدأت بالفعل سحب قواتها من المدينة، وذلك بعد يوم واحد من مباحثات رئيسي أركان الجيش والاستخبارات التركيين في موسكو، كما ذكرت مصادر أمنية تركية، أمس الجمعة، أن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، المتمركزة في ولاية «قهرمان مرعش» (جنوب)، وُضعت على أهبة الاستعداد للتصدي للهجمات المحتملة من الأراضي السورية نحو تركيا.
وحسب معلومات حصلت عليها الأناضول من مصادر أمنية، فإنه جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي، المستقدمة من إيطاليا عام 2016، والمتمركزة في ولاية قهرمان مرعش، في إطار التدابير الأمنية المتخذة على الحدود. وأشارت المصادر، إلى أن أنظمة الناتو التي جرت صيانتها، وضعت على أهبة الاستعداد للتصدي لأي تهديد محتمل من الجانب السوري.
وكشف وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، في تصريحات تلفزيونية عن أن «المسؤولين الروس أعلنوا بشكل رسمي ومن أعلى المستويات، أنهم سيسحبون قواتهم من عفرين»، معلناً أن القوات المسلحة التركية بدأت فعلياً بتنفيذ عملية عفرين عبر القصف بالمدفعية، لكن لم يحدد موعداً لبدء اجتياز الحدود والاقتحام البري. واعتبر الوزير التركي أن التصريحات الأمريكية حول العملية «جوفاء وعديمة المعنى».
وأرسل الجيش التركي مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى حدود عفرين، وواصلت المدفعية ضرب مواقع الوحدات الكردية فيها. وأكدت مصادر أن المدفعية أطلقت قذائفها باتجاه مواقع للمسلحين الأكراد في المدينة، وذلك بالتزامن مع إرسال مزيد من الدبابات والمدرعات وعناصر الجيش والقوات الخاصة التي وصل منها الجمعة مئات العناصر في 10 حافلات إلى الشريط الحدودي. ودخلت 20 حافلة تضم قرابة 1000 جندي إلى مدينة أعزاز. كما أقيمت تحصينات جديدة حول المخافر الحدودية التركية في هطاي المقابلة لعفرين، التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وفي تطور لافت، انتقل مئات من عناصر الجيش السوري الحر الذين تلقوا تدريبات مكثفة خلال الأشهر الأخيرة داخل تركيا إلى مناطق في الداخل السوري، لا سيما منطقة أعزاز المتوقع أن تكون منطلقاً رئيسياً للهجوم على عفرين. وفي بلدتي هاصا و»قريق خان» بهطاي، سمع دوي القصف المدفعي التركي على مواقع للأكراد في عفرين.
وذكر ناشطون لـ«القدس العربي» أن القوات الروسية الموجودة في شمالي حلب، بدأت بسحب قواتها من قرية كفرجنة الواقعة على بعد نحو 10 كم شمال شرقي مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي.
وقال مدير موقعNSO ، ضرار الخطاب، المختص بتغطية الأحداث في شمالي سوريا، إن القوات الروسية خرجت على دفعتين من نقطتها في كفرجنة الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب «الكردية باتجاه مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد.
وفي خطوة يتوقع أن تزيد التوتر المتصاعد بين واشنطن وأنقرة، قالت مصادر تركية إنه وبعد جولة كشف قامت بها قوات أمريكية في مدينة تل أبيض على الحدود السورية مع تركيا، جرى نشر قرابة 1000 عنصر من الوحدات الكردية هناك، في تطبيق على ما يبدو لما قالت واشنطن إنها قوات حرس حدود ستشكلها من «قوات سوريا الديمقراطية» في شمالي سوريا، ووصفتها تركيا بـ»الجيش الإرهابي» ووعد أردوغان بـ»وأدها».
عدة صحف تركية، منها صحيفة «يني شفق» المقربة من الحكومة، كشفت الجمعة عما قالت إنها تفاصيل خطة العملية المرتقبة في عفرين، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي لن يكون تطهير المدينة بشكل كامل من الداخل كما جرى في عملية درع الفرات، وإنما يجري التركيز على حصار المدينة بشكل كامل وتنفيذ ضربات جوية محددة حتى إجبار الوحدات الكردية على الاستسلام.
وحسب الصحيفة، سيجري حصار المدينة غرباً من هطاي وشمالاً من كليس، وشرقاً من أعزاز، ومن الجنوب ستتم محاصرتها من تل رفعت وإدلب، وسيقود العملية قائد الجيش الثاني التركي الفريق إسماعيل متين تمل، الذي كان له دور بارز خلال عملية «درع الفرات»، وهو من القادة الذين يحظون بثقة كبيرة لدى الرئيس التركي وقائد أركان الجيش لا سيما وأنه جرى تعيينه عقب محاولة الانقلاب بدلاً من آدم حدودي قائد الجيش الثاني، الذي شارك في هذه المحاولة الفاشلة. وفي السياق ذاته، شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على أنه «لن يتم التسامح إطلاقاً حيال أي كيان يهدد الأمن القومي لتركيا».