تشهد مدينة الموصل ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات السطو المسلح والسرقات التي تتعرض لها منازل المدنيين ومحالهم التجارية.
وقال مواطنون إنهم تعرضوا لعمليات سرقة وفقدوا أموالهم ومصوغاتهم الذهبية.
أبو سعد، من سكان المدينة، قال: «خلال ساعات متأخرة من الليل اقتحم مسلحون منزلي، وقالوا إنهم من القوات الأمنية ويريدون تفتيش المنزل وعندما حاولت التأكد من صحة كلامهم وإعطائي ما يثبت أنهم عناصر أمنيون قاموا بضربي واحتجازي في إحدى غرف المنزل».
وأضاف: «لقد قاموا بسرقة أموالي، وبعض المصوغات الذهبية قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة»، لافتاً أن «المدينة باتت تعيش في خوف وفزع بسبب هذه الحالات التي باتت ترتفع وتيرتها يوماً بعد يوم إذ يستغل المرتكبون، ضعف وعجز القوات الأمنية». وأصبح التجار وأصحاب الاملاك في الموصل يفرون إلى خارج العراق حفاظاً على أرواحهم واملاكهم بعد عمليات السطو التي شهدتها المدينة، وفق ما أوضح عبدالوهاب، من سكان المدينة، مبيناً أن «أحد الأشخاص الذين تمت سرقة منزله من قبل مسلحين قاموا باقتحام داره في ساعة متاخرة من الليل».
وتابع: «لقد سرقوا مبلغ أكثر من 100 ألف دولار، ولاذوا بالفرار».
وأعتبر أن «القوات الأمنية ضعيفة ولا تستطيع حماية المواطن من هذه العصابات التي باتت تقتل وتسرق دون أن تتم محاسبتها، بل اصبحوا يرتدون ملابس عسكرية وينفذون عملياتهم الاجرامية ضد المواطنين».
أما يوسف، فكشف عن تعرضه للاختطاف من قبل مسلحين وقالوا إنهم سيقومون بقتله ما لم يدفع لهم المال.
وأكد تعرضه للضرب والتعذيب من أجل الضغط عليه لدفع المبلغ.
وقال: «اتصلت مع أهلي وقاموا بدفع 40 ألف دولار ليتم بعدها إطلاق سراحه».
وأشار إلى أنه متخوف جداً من أن يتم اعتقاله مرة أخرى، وقد عرض داره وأملاكه للبيع وسيسافر خارج العراق حفاظاً على سلامته وسلامة عائلته.
وتابع انه يخشى أن يتم خطف احد أبنائه ايضاً ويتم مساومته على المال أو قتله.
احمد ياسين، الذي يعمل في جهاز الاستخبارات، قال إن المدينة تشهد عمليات اختطاف وسرقات بشكل واسع خصوصاً ميسوري الحال، عازياً الاسباب إلى ضعف دور الاجهزة الأمنية وتعدد اجنحتها وانتشار السلاح والجماعات المسلحة.
وأعتبر أن ضعف أجهزة الأمن و جهاز الاستخبارات وافتقارها لتلقي المعلومات وكشف الجماعات والعصابات بسبب ضعف القيادات الأمنية وعدم كفائتها.
ولفت إلى أن وزير الداخلية قام مؤخراً باستبدال قائد شرطة المحافظة وتنصيب قائداً جديداً بدلاً عنه لمعالجة الخروقات التي تشهدها المدينة.
وبين أن ما يحدث في المدينة ليس من قال افراد ومجموعات، بل هي عصابات تعمل عمل المافيات واصبح لها نفوذ وسلطة وتمول نفسها من خلال عمليات السطو على منازل ومحال المواطنين.
في السياق، قام وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي بتنصيب قائد جديد للمدينة بدلاً عن قائدها القديم العميد الركن واثق الحمداني، ليحل محله العميد الركن حمد نامس الجبوري في محاولة لاصلاح المنظومة الأمنية في المدينة التي أصبحت هشة وضعيفة مع تنامي دور المافيات والعصابات المسلحة.