الإعلان عن وصول ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله إلى مدينة العريش المصرية يعني ضمنا بأن المستوى السيادي في الأردن في طريقه للاختراق الثاني لجبهة الحصار وحصرا على البنية الصحية في قطاع غزة حيث ترأس الأمير رحلة جوية عسكرية إلى العريش ضمت فريقا من الخدمات الطبية الملكية سيقيم “المستشفى العسكري الميداني 2” جنوبي قطاع غزة وحصرا في مدينة خانيونس.
اتجه الأردن لإقامة مستشفاه الثاني جنوبي القطاع بعد نحو 6 أيام من وقوع 7 جرحى من بين الكادر الطبي العسكري الأردني إثر قصف المستشفى الميداني الأول المتواجد قريبا من منطقة الرمال شمالي القطاع.
زيارة ولي العهد الأردني مع طاقمه للإشراف على هذه العملية الجديدة تعني بوضوح بأن الأردن حصل على الأضواء الخضراء الدولية وأن دوره اللوجستي يتم بالتنسيق مع كل الأطراف على مستوى الإغاثة وحصرا الطبية.
في الأثناء معطيات من جمهورية مصر تشير إلى انتهاء غالبية الأعمال والخطوات المرتبطة بإنجاز مشروع المستشفى الطبي الميداني المصري الضخم على بعد نحو 30 كيلومترا على الأقل من حدود معبر رفح برفقة طاقم طبي يزيد عن 700 طبيب.
المستشفى الميداني الأردني الثاني في مدينة خانيونس داخل حدود القطاع.
والمستشفى الميداني المصري الجديد ضخم جدا وخارج الحدود.
ومعلومات من القاهرة تفيد بوجود جاهزية طبية كاملة من جهة السلطات المصرية لاستقبال عشرة آلاف مصاب وجريح ومريض على عشرة آلاف سرير.
وهو العدد الأضخم من المصابين الذين يمكن استقبالهم مصريا لكن ظروف إخراجهم من قطاع غزة لا تبدو واضحة بعد ولا توقيت ذلك، فيما تشير مصادر “القدس العربي” الخاصة إلى الانتهاء من إعداد وحدات سكنية بجانب المشروع الطبي المصري مؤهلة لسكن وإقامة عائلات الجرحى والمصابين وسط ترتيبات أمنية ضخمة وأخرى قانونية ودولية لا تزال مغرقة في الكتمان والسرية.
وثمة أنباء عن مبادرة ثالثة مماثلة لإقامة مستشفى طوارئ تركي في الأراضي المصرية.
هذا الحراك الطبي على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر بدا ناشطا جدا خلال الساعات القليلة الماضية دون أن تعرف خلفياته وألغازه السياسية بعد.
والمفارقة أن هذه المنشآت الطبية تقام بتسارع ملحوظ وبوجود أطقم طبية متخصصة بالجراحات مع تركيز خاص على الأطفال في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي قصف وتدمير وإخلاء واستهداف المشافي الطبية في قطاع غزة.
ثمة اجتهادات متزاحمة وأسئلة أجوبتها غامضة بخصوص السيناريو الطبي برمته.
لكن الملحوظ مصريا وأردنيا وتركيا أن نافذة ما تفتح في الإطار الطبي حصريا فيما يسترسل الجانب الإسرائيلي في عمليته العسكرية بتدمير شبكة البنية الصحية في القطاع، الأمر الذي يوحي ضمنا بأن المواجهات العسكرية ليست في صدد التوقف قريبا.