أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن العلاقات مع سوريا عميقة، مشيراً إلى أن موقف بغداد كان ثابتاً بحل الأزمة سياسياً.
وأضاف الوزير في مؤتمر خلال استقباله نظيره السوري فيصل المقداد، اليوم الأحد، أن الوضع الأمني في سوريا يؤثر مباشرة على الداخل في العراق، مرحباً بعودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية.
وأوضح أن بغداد ستتحرك في المرحلة المقبلة لإيصال المساعدات الإنسانية لسوريا.
كذلك تطرق إلى التعاون مع الجانب السوري في مكافحة تجارة وتهريب المخدرات، لافتاً إلى أن العراق ممر لهذه الحركة، وبدأ الاستهلاك لهذه المخدرات. وأكد ضرورة العمل مع الدول المحيطة للعراق لمحاربة ظاهرة المخدرات الخطيرة على المجتمعين العراقي والسوري.
بدوره، قال المقداد إن التواصل الدائم مع العراق أمر ضروري ومهم للبلدين.
ضبط الحدود
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف قد قال اليوم، إن العراق وسوريا يسعيان إلى ضبط الحدود المشتركة، ومنع تسلل “الإرهابيين”، وتبادل المعلومات الاستخباراتية لضمان أمن واستقرار الحدود. وأضاف أن موقف بغداد من الأزمة السورية يتمثل بضرورة حلها سياسياً وليس عسكرياً، مشيراً إلى أن العراق يدعم مسار تحقيق السلم الأهلي في سوريا، وكل المفاوضات المتعلقة بهذا الشأن، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء العراقية.
ووصل وزير الخارجية السوري مساء أمس، إلى العاصمة العراقية بغداد لإجراء مباحثات مع مسؤولين هناك.
ملفات أمنية وسياسية
يشار إلى أن البلدين يتشاركان حدوداً بطول 600 كلم في مناطق غالبيتها صحراوية، يشكّل ملف أمنها قضية أساسية بينهما، لا سيما في ما يتعلق بنشاط تنظيم داعش، وتهريب المخدرات.
وفي 2014، سيطر داعش على أراض في البلدين، قبل هزيمته في العراق في العام 2017، وفي سوريا في العام 2019.
مع ذلك، لا يزال التنظيم نشطاً ولو بدرجة أقل في البلدين.
وبحسب تقديرات نشرت في تقرير لمجلس الأمن الدولي في شباط/فبراير، لدى التنظيم “ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف عضو ومؤيد ينتشرون بين العراق” وسوريا، “نصفهم تقريبا من المقاتلين”.
وأضاف التقرير أن التنظيم نشط في العراق في “المناطق الجبلية الريفية”، مستفيداً “من الحدود العراقية السورية التي يسهل اختراقها”.
تهريب المخدرات
كذلك، تصادر السلطات العراقية مراراً كميات من مخدّر الكبتاغون على الحدود مع سوريا، بعدما انتشرت تجارته بشكل كبير في السنوات الأخيرة في الشرق الأوسط.
وفي آذار/مارس الماضي على سبيل المثال، ضبطت أكثر من ثلاثة ملايين حبة من الكبتاغون المخدّرة على الحدود مع سوريا.
وتجمع البلدين فضلاً عن ملف أمن الحدود، ملفات أخرى مثل المياه، حيث يتشاركان مجرى نهر الفرات الذي ينبع من تركيا. وتشكو السلطات العراقية مراراً من بناء تركيا لسدود تؤدي إلى انخفاض منسوب المياه عند جيرانها.