وداعاً ايها الحبيب الفقيد … وداعا يا عمر
بقلم: الخال” اسماعيل الجنابي “
على الرغم من اميال البعد ولوعة الغربة وقهر الايام التي حالت بيني وبين المصاب الجلل والاسى العميق الذي اصاب عائلة اختي بالأجل المحتوم الذي لا مناص منه بفقدانهم ابنهم وفلذة كبدهم البكر الشاب الوسيم ذا الادب والخلق الرفيع “عمر” رحمه الله الذي خطفته الاقدار منا دون سابق انذار ليغادرنا الى دار الاخرة فيترك فينا اللوعة والوجع وقهر الفراق .
لم التقي بابن اختي منذ فترة طويلة بسبب ظروف الغربة وغدر الايام ، الا ان طيفه كان حاضرا في قلبي كما هو الحال لبقية افراد العائلة الكبيرة واخر هذا الطيف كان من خلال ارساله طلب الصداقة عبر الفيس بوك لابني “احمد” رغم انه لم يلتقي قط بابن اختي الذي يشاطره في سنوات العمر ، وتجري العادة ان يعرض طلب الصداقة علينا عندما يتعلق الامر بعائلتنا الكبيرة ايمانا وحرصا منا ، واذا بطلب الصداقة يأتي من الفقيد طيب الله ثراه ، فسألني ولدي عنه فأجبته انه ابن عمتك الذي ابعدتك الغربة عنه منذ ثلاثة عشر عاما عندما خرجنا مجبرين من وطننا وانت ما زلت في السنة السادسة من عمرك ، وما هي الا اسابيع قليلة حتى جاء خبر الفاجعة صاعقا ومزلزلا على نفوسنا وقلوبنا برحيله الى دار الاخرة نتيجة ازمة قلبية المت به .
اي لحدٍ هذا الذي احتضن جسدك الطاهر ايها الفقيد الحبيب ، واي ترابٍ هذا الذي أُهِلَ على قبرك ، واي دموع هذه التي اذرفت على فراقك ولوعة قلوب المحبين التي اعتصرت على رحيلك ، والله لقد اصابنا وداعك المفاجئ في مقتلنا جميعنا ونحن أحياء الفراق الاليم ، ان عزاؤنا فيك ان نبقى حبيسي الدعاء الى الباري عز وجل ان يوسع قبرك ويغسلك بالماء والثلج والبرد كما هو شأن الانبياء والاولياء الصالحين والابرار وان يجعل قبرك روضة من رياض الجنة .
نم قرير العين ايها الفقيد العزيز في لحدك الطاهر من الدنس تحرسك ملائكة الرحمن فمثلكم لم ينل من الدنيا الفانية غير الاجر والثواب وطهر الثياب والاعمال الحسنة ذات المنبت الطيب والخصال الحميدة التي رضعتها من ولادتك حتى رحيلك عنا واترك لنا وجع الدنيا وهمومها ، فهذا هو قدرنا وقدرك سائلين الرحمن الرحيم ان يلهمنا الصبر والسلوان وأن يحسن عزاءنا ويستجيب دعاءنا … ستبقى ذكراك عالقة في نفوسنا الى ان نلقاك والسلام عليك وعلى روحك الطاهرة التي فارقتنا دون مودع وانت تصارع المرض في فراشك … واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة على رسولنا الكريم ، انا لله وانا اليه راجعون .