وداعا ايها المربى الفاضل … وداعا ايها الربيع
بقلم : اسماعيل الجنابي
الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبرهم. دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والاسى من اصدقائك ومحبيك وهم يودعونك إلى مثواك الاخير، شريط ذكريات اختزلت نحو اربعين عاما من الذكريات القريبة والبعيدة، رحلت عن دنيانا أبا ثائر العزيز تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، واجمل ذكريات الصداقة والاخوة التي ربطتنا بك .
لقد تلقينا نبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة لم نقوى على تحملها، والآن نحن لا نملك يا صديقي الراحل في كل الاحوال الا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمد جسدك بواسع رحمته ، فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسى بكل هذه المشاعر الفياضة ، رحلت ايها الصديق العزيز، ليرتحل معك ما تبقى من بقايا الزمن الجميل الذي يذكرنا برموز الاخلاص والوفاء والصفاء والنقاء ، وعزاؤنا في رحيلك انك تركت على مقاعد الدراسة سيرتك الحسنة وخصالك الحميدة لتبقى ارثا ضخما في مدرسة عكاظ الابتدائية بشكل خاص وابناء الخالدية بشكل عام ، تلك المسيرة الخيرة ستبقى دربا يسيرون عليه وينهجون من مدرسته المتميزة بالصدق والابداع والموضوعية جميع من عرفك او من تتلمذ على يديك .
رحمك الله يا صديقي العزيز ” ربيع حامد العلواني ” رحمة واسِعة ما بعدها رحمة ، لقد رحلت عنا في غفلة دون مودع خصوصا ان الموت لم يمهلك حتى جفاف باقات التهاني التي تقاطرت عليك بمناسبة عيد المعلم الاغر ،وهذا ما جعل حزننا عليك اعمق لا نك تركتنا وحدنا نُصارِع أمواج المآسي، رغم اننا على يقين ان طريق الاخرة لا مفر منه ، كقوله تعالى ” انك ميت وانهم ميتون ” وسَنَموت نحنُ عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقه، انه لا باقي سواه والكل سيفنى .
رحمك الله يا ابا ثائر ، لقد ابدعت وامتعت فرحلت قرير العين.. وفي النهاية لا نجد ما نقوله سوى اننا فقدناك حقا وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. وندعو الله العلي القدير ان يلهم اهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان . ” إنا لله وإنا اليه راجعون ” .