نشرت صحيفة ‹ديلي بيست› الأمريكية، تقريراً تقول فيه إن الـ ‹بنتاغون› تضغط على الحكومة العراقية لاسترداد الدبابات الأمريكية التي سيطرت عليها مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، بعد أن ثبت استخدامها ضد قوات البيشمركة.
ويشير التقرير، إلى أن مليشيات الحشد وضعت يدها على تسع دبابات متطورة من نوع M-1 في بداية عام 2015، حيث اعترفت الحكومة الأمريكية بذلك بداية هذا الشهر، لافتاً إلى أنه مع هذا الاعتراف فإن وزارتي الدفاع والخارجية قالتا إنهما تحاولان استعادتها.
وتقول الصحيفة، إن «الضرر قد حدث في نهاية الأمر، حيث استخدمت مليشيات إيران الدبابات ضد حلفاء الولايات المتحدة الكورد» في إقليم كوردستان.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، قوله في رسالة إلكترونية: «ندرك أن المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة ليست كلها تحت سيطرة الجهة المعنية بتلقيها»، وأضاف أن «الولايات المتحدة تواصل العمل مع الحكومة العراقية، والتحرك بسرعة، والتأكد بأن المواد الدفاعية كلها عادت إلى الجهة المعنية بها»، مشيراً إلى أن الجيش العراقي استعاد عددا منها.
ويفيد التقرير بأن العراق حصل على 140 دبابة من نوع M-1 من الولايات المتحدة، بدءً من عام 2008؛ في محاولة منه لبناء فرق مدفعية، بدلاً من تلك التي دمرها الأمريكيون خلال التدخل الأمريكي عام 2003، مستدركاً بأن كلفة الفرقة متفاوتة، حيث يبلغ سعر الدبابة حوالي 4.3 ملايين دولار.
وتلفت الصحيفة إلى أنه عندما قام تنظيم داعش باجتياح شمال غرب العراق عام 2014، فإن الدبابات كانت في وسط القتال، حيث دمر الجهاديون خمساً منها، وأعطبوا العشرات، وسيطروا على عدد منها، مشيراً إلى أن التنظيم كان حتى العام الماضي يملك عدداً من الدبابات العاملة، إلا أن ما تعرف بقوات الحشد الشعبي سيطرت على بعضها، وهي التي عناها الجيش الأمريكي.
وينوه التقرير إلى أن هناك فيديو على الانترنت انتشر في كانون الثاني/ يناير 2015، أظهر M-1 يرفرف عليها علم كتائب حزب الله (العراقية)، وهي جماعة تعدها الولايات المتحدة إرهابية، لافتاً إلى أن شريطا آخر منفصلا ظهر في شباط/ فبراير 2016، وفيه دبابة M-1، وعليها علم كتائب سيد الشهداء، وهي كتيبة أخرى من الحشد الشعبي.
وتورد الصحيفة نقلاً عن المتحدث باسم التحالف، قوله، إن الدبابات التي تمت استعادتها تعد جزءً من تسع دبابات كانت بحوزة الجهاديين، حيث يبدو أن الجيش العراقي زوّد بها الحشد الشعبي مباشرة، في خرق لشروط لعقد بيع M-1.
وتذكر الصحيفة أن المليشيات الشيعية نشرت دبابة واحدة قوات البيشمركة خلال المواجهات التي حدثت أثناء السيطرة على كركوك في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، وكان هذا في أعقاب إعلان حكومة إقليم كوردستان عن الاستفتاء على الاستقلال، «الذي لم تدعمه الولايات المتحدة، إلا أن الكورد يظلون حلفاءها في المنطقة، أما إيران فهي عدوتها»، وفق التقرير.
وبحسب التقرير، فإن البيشمركة دمرت الدبابة، من خلال صاروخ مضاد للدبابات صيني أو ألماني الصنع، وقامت حكومة إقليم كوردستان بنشر صور للدبابة المعطوبة، بصفتها دليلاً على استخدام الحشد الشعبي للدبابة الأمريكية، منوهاً إلى أن الدبابة المعطوبة اختفت من ساحة المعركة، حيث اتهم قادة البيشمركة الحكومة العراقية بمحاولة طمس الحقيقة، وأنها استخدمت دبابة ‹أبرامز› ضد البيشمركة.
وتشير الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أكدت امتلاك ميليشيات الحشد الشعبي لدبابة M-1 من تقرير لمفتش الحملات العراقية والسورية، جاء فيه: «في هذا الربع من العام اعترفت وزارة الخارجية بأن بعض المعدات العسكرية الأمريكية، التي أرسلت لدعم المهمة، بما فيها 9 دبابات M-1 أبرامز وقعت في يد المليشيات المدعومة من إيران، التي قاتلت ضد تنظيم داعش في العراق».
وتنوه الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع ‹بنتاغون› تضغط على العراق ليستعيد أي من دبابات M-1 التي في حوزة ميليشيات الحشد الشعبي، حيث تقول: «يجب على المتلقي لمعدات دفاعية أصلها أمريكي الالتزام بشروط استخدام المعدات، كما ورد في الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع حكومة الولايات المتحدة».
ويبين التقرير أن الولايات المتحدة قد تتخذ إجراءات، مثل تعليق شحنات أسلحة في المستقبل، وربما أوقفت إرسال دبابات M-1 لقوات المدفعية العراقية.
وتختم ‹ديلي بيست› تقريرها بالإشارة إلى أن هناك تقارير تفيد بأن شركة ‹جنرال دايناميكس لاند سيستمز› في ميتشغان، التي تقوم بتصنيع دبابات M-1 أبرامز، وتعمل على تزويد قطع الغيار والفنيين للدبابات، هددت بقطع العلاقات مع بغداد؛ بسبب سيطرة المليشيات على دبابات من هذا النوع.