تواجه القوات التركية حالياً أزمة في معركتها ضد الأكراد بشمال سوريا، بسبب التضاريس العميقة والمناطق الجبلية والوحل، في حين أن الخصم الكردي معتاد على مثل هذه الطبيعة الجغرافية، مما يعرقل العملية التركية في “عفرين”، والمعروفة باسم “غصن الزيتون”.
أكدت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية أن الجيش التركي فقد سيطرته جوياً بعد حظر القوات الروسية لدخول قوات أجنبية المجال الغربي، مما يكشف الغطاء الجوي للقوات التركية والمتمردين السوريين المسلحين المشاركين بالعملية، حيث يجدون صعوبة بالغة في التقدم صوب جنوب الحدود التركية.
أضافت الصحيفة الأميركية أن تركيا تكبدت خسائر على الأرض وفي الجو، حيث أُسقطت طائرة تركية في “عفرين” ولقي قائداها مصرعهما الإثنين، بينما قتل 17 جندياً آخرين خلال الهجوم بجانب الخسائر المتصاعدة أيضاً في صفوف المعارضة السورية المدعومة من أنقرة.
مراقبون: تركيا تخسر معركة “عفرين”..
لم يكن الإفتقاد لغطاءاً جوياً هو الأمر الوحيد المٌعيق لعملية تركيا في “عفرين”، بل أكدت الصحيفة الأميركية على أن الطبيعة الجبلية للمنطقة ساعدت الخصم الكردي على أفضلية في الإستطلاع والمفاجأة بفضل وجود الأنفاق الجبلية.
وتعاني أنقرة من خسائر بشرية في الجنود، حيث لقي ما لا يقل عن 28 جندياً مصرعهم خلال الهجوم، الذى قتل فيه إثنان من طياري المروحية، يوم السبت، الذي أعلنته وسائل الإعلام التركية أشد أيام الخسارة بالنسبة لأنقرة.
ونقلت عن “أسامة عقاري”، متحدث باسم جماعة “المنتصر بالله” المدعومة من تركيا، أن تلك الأنفاق “سميكة وقوية وتجثم عميقاً داخل الجبال.. يتعين علينا التقدم بحرص حتى نتمكن من تصفية كل واحد منها”.
وقال “مجد محسون”، وهو مقاتل مع “الجيش السوري الحر” المدعوم من تركيا، “ما زلنا نحرز تقدماً، ولكن ليس بالسرعة التي كنا نحرز بها من قبل.. لقد كانت معركة صعبة”.
القوات التركية لن تتقدم أكثر من ذلك..
من ناحية أخرى، قال “كينو جبريل”، متحدث باسم قوات مدعومة من أميركا معظمها من الأكراد السوريين، إن الهجوم التركي لم يتقدم بشكل كبير بعد الحدود التركية، موضحاً أنهم إستولوا فقط على 15 أو 17 قرية مباشرة كلها على الحدود التركية، لذلك لا يمكن اعتبارها نصراً لتركيا حتى إذا كانت الأخيرة تعتبره كذلك.
وأطلق الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، العملية العسكرية التي شارك فيها الآلاف من المتمردين السوريين بهدف الإطاحة بالمقاتلين الأكراد السوريين من منطقة “عفرين” الحدودية. ويتحالف هؤلاء المقاتلون مع الانفصاليين الأكراد داخل تركيا، الذين ظلوا محتجزين في صراع وحشي دام عقداً مع الدولة التركية. وقد وضع “إردوغان” في إطار هجوم جديد زعمه لمكافحة ضد الإرهابيين.
وقال الخبراء إن الحملة العسكرية يمكن أن تعيد تشكيل الديناميات العسكرية والسياسية في جميع أنحاء شمال سوريا. ويشكل القتال بالفعل مأزق بالنسبة للولايات المتحدة، التي ترى حليفتها منذ فترة طويلة في حلف شمال الأطلسي، “تركيا”، تقاتل القوات الكردية السورية التي لعبت دوراً حاسماً، بدعم أميركي، في هزيمة “داعش”.
يقول المحاصرون في وسط هذا النزاع، متعدد الأطراف، والمكتظون في الطوابق السفلية من المباني العامة في ظل إرتفاع حالات الإصابات، “لم نترك منازلنا لأننا لم نتصور أن الضربات ستصيب المناطق المدنية، ويتابع “سلام حسين”، وهو ناشط إعلامي في المنطقة: “القصف مستمر. يبدو وكأنه لا يتوقف”.