تحت المجهر
بقلم: موفق الخطاب
ما أقزم و أقبح من كان يحث الناس على الجهاد والدفاع عن المقدسات وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية من فوق المنابر و في الفضائيات لكنه اليوم يعتلي نفس المنبر ليحدث الناس عن نواقض الوضوء وغسل الجنابة وعدة الطلاق والحيض و النفاس!
ما أقزم وأقبح من رفعوا الشعارات التي تنادي بتحرير فلسطين والمسجد الأقصى من براثن المحتل من جميع الأحزاب الدينية وحتى العلمانية والقومية منها ولم نسمع منهم اليوم سوى بيانات الإدانة المخجلة !
ما أقزم وأقبح أؤلئك القادة الذين بنوا جيوشا جرارة وأهدروا المليارات ببناء ترسانة مخيفة من الصواريخ والمدافع والدروع والطائرات بعد أن إقتطعوا أموالها من مقدرات وخيرات شعوبهم وهم يتضورن جوعا ، فإذا بهم يسقطونها على رؤوس الأبرياء أو في حروب عبثية فيما بينهم ليتواروا عند ساعة العسرة عن الأنظار !
وفي أحسن الأحوال يجتمعون ثم يشوشوا على آذاننا بخطبهم الرنانة كالطبل الأجوف !
ما أقزم واقبح داعش وماعش والنصرة والقاعدة وفيلق القدس وحزب الله بجميع تشكيلاتهم والحوثي والحرس الثوري وقادتهم الجبناء الذين عاثوا في الأرض فسادا وكانت ميادين قتالهم في حارات الموصل وحلب وأدلب وصنعاء و بيروت !
أين المفتين فيهم و أين متحدثيهم أين إعلامهم وقنواتهم وكاميراتهم الرقمية المتطورة التي كانوا يصورون بها ضحاياهم؟
أين هم ولماذا إختفوا عن الأنظار ؟؟
جميعهم اليوم كتلك النعامة التي تخفي رأسها عن السباع وعورتها مكشوفة للضباع!
ما أقزم وأقبح أولئك الذين يسمون أنفسهم دعاة ومصلحين المعروفين بالفتاوى الضالة الذين أججوا الشارع وساقوا الشباب إلى محرقة في إفغانستان والعراق وسوريا وليبيا بعد أن شحنوهم حقدا وكفرا وضلالا ليفجروا أنفسهم وسط بني جلدتهم !
ما أقزم وأقبح إعلامنا وقنواتنا وصحفنا التي لا تنقل لنا من صور المعركة في غزة إلا الدماء والأشلاء والخراب والدمار محاولة لتثبيط العزائم والهمم ويغضون الطرف عما يجري داخل صفوف العدو ومستوطناته ومدنه وما حققه الأبطال من إنجازات وإختراقه لصفوف العدو وترسانته وتقنياته مالم يألفه منذ عام 1948.
ما أقبحهم عندما يشككون ويطعنون بالمقاومين الأبطال ومن يساندهم من الشعوب الحرة ليصفونهم تارة بالإرهابيين والجهلة وأخرى بأنهم دعاة الفتنة وشق الصف والخروج عن طاعة ولي الأمر وتراهم يبررون الأعذار للعدو المغتصب..
هل هنالك في قلب أحدكم بعد ذلك من شك بأن أذرع الكيان الصهيوني متغلغة في كل مفاصلنا ؟؟
أم هل أن هنالك شك في أن هذا الخذلان والسكوت معد سلفا وقد تم أخذ التعهدات والمواثيق بالخنوع مقابل الحفاظ على كراسيهم المنصوبة فوق الجماجم؟
أم هل يراودكم الشك أنهم أحفاد العلقمي؟
لكهم لا يفقهون من دروس وعبر التاريخ شيئا لأن أحفاد يهود بني قريضة لا إلاًٍ لهم ولا ذمة.