هكذا كان تعامل أجهزة الدولة مع الحوادث.
بقلم الاستاذ المهندس إحسان العبيدي. عضو لجنة الصناعة والطاقة في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات..
صورة بعثها لي احد الزملاء .. حريق محطة كهرباء جنوب بغداد 2002 .
كنت مدير عام كهرباء أنتاج الوسط .. اتصل بي مدير السيطرة الوطنية ( الاستاذ عادل حميد ) له التحية ..أخبرني بوجود الحريق .. تركت الدائرة وكانت النيران والدخان ترى من كل مناطق بغداد بل ترى من قبل كل النواحي المحاذية لبغداد ,
لا اعرف كيف وصلت لموقع الحادث لم أستغرق سوى 15 دقيقة .. ولكني تفاجأت أن السيد وزير الكهرباء .. الاستاذ سحبان له التحية والتقدير ( في حينها هيئة الكهرباء ) والسيد وزير الداخلية الاستاذ محمود ذياب الاحمد ( كان زميلي في كلية الهندسة جامعة الموصل ) وكذلك مدير الدفاع المدني والمخابرات والأمن كلهم وصلوا قبلي إلى موقع الحادث !! وكانت سيارات الإسعاف تنقل المصابين . كان الأستاذ بشير ( الله يرحمه ) مدير المحطة يشرح لهم عن ما جرى في خزان الوقود الأرضي الذي انفجر اثناء اصلاح احد الانابيب ! تعجبت من سرعة وصول سيارات الإطفاء والدفاع المدني وتم إخماد النيران بجهود مضنية لمدة 8 ساعات .. لم يترك السيد وزير الداخلية الموقع الا بعد ان تبين إمكانية السيطرة على الحريق .. أما السيد وزير الكهرباء لم يترك الموقع إلا بعد أن أخمد الحريق نهائيا وبدأت كوادر المحطة بتشغيل الوحدات الستة واحدة بعد الاخرى .. بعدها سألني السيد الوزير كم عدد المصابين قلت له هم 10 .. أربع منهم في المستشفى قال أذن أنحر خراف بعددهم .. وأصرف للجميع مكافأة بصلاحية الوزير وكانت ( 50 الف دينار للشخص ). وكانت صلاحية المدير العام 25 الف دينار ..
في اليوم الثاني تم التحقق عن ما جرى بالتفصيل ولم يغلق الموضوع الا بعد ان اتضح كل شيء وبعد ما يقارب الشهر أو أكثر , عندها سجل الحادث قضاء وقدر وليس إهمال والحمد لله .. الخلاصة هكذا كانت الأموال العامة عزيزة وهكذا كان المسؤول حريصا على الأمانة . تحية واعتزاز لكل من ورد اسمهة ولكل من كان حاضر وشاهدا عن الحادث .