الارهاب واحد وان اختلفت مسمياته
لطالما اختلف الكثيرون في تعريف الارهاب ولملمة جوانبه المتعددة بكلمات تصف محتواه، الا ان قواعده العامة ثابته كونه عمل يهدف إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة بغية تحقيق أهداف مخالفة للقوانين المحلية أو الدولية، لكن استخدامه ممنهج من قبل البعض لأعطاء الشرعية القانونية للعمل الذي سوف تقوم به والغطاء على جرائم البعض بحق الاخر، من هنا يبقى هذا المصطلح سلاح ذو حدين، الاساس فيه محاربة كل رافد يصب في مجرى الترويع وغلقه الى الابد، نتيجتاً لذلك يظهر لنا سؤال واخر يبحثان عن اجابة في خضم الواقع العراقي الذي اجتاحه الارهاب بكل انواعه. دولياً ومحلياً الكل متفق على ارهاب (داعش) او مايسمى اعلامياً بتنظيم الدولة الاسلامية، ومحارب من قبل الجميع كلاً حسبب اختصاصه ومقدرته، لكن تبقى باقي روافد الارهاب المدعومة من قبل ايران وبتشريع حكومي وافتاء ديني سخر لذلك مغيبة عن القصاص ورؤية الارهاب فيها غير معلنة رسمياً، هؤلاء منهجوا ارهاب داعش لتبرير ارهابهم واعمالهم الاجرامية بحق الانسانية والمواطن، هذه الروافد متى يتفق على محاربتها الجميع وطمرها بصورة نهائية؟ هنا يكمن خطر تعريف الارهاب واستخدامه المزدوج الذي سخره البعض لخدمة مصالحه والاستمرار في ارهابه المبطن تحت عنوان محاربة الارهاب المعلن. _ السؤال هل داعش ارهاب؟ الجواب يكون بنعم وخصص للانتقام من الانسان والانسانية و وجب محاربته والقضاء عليه وهو الان في طور الانتهاء بعدما كشف وبالدلائل تطرفه وقتله للبشرية. _ اما الاخر وهو السؤال الثاني المليشيات المدعومة من قبل ايران والتي تقتل وترتكب المجازر تحت غطاء محاربة داعش هل هي ارهاب؟ هنا تباينت الأراء وظهرت المصالح والغايات وظهر الاختلاف جلياً في تعريف الارهاب على الرغم من وجود كل شروط الارهاب واركانها بهذه المليشيات بل وتنطبق عليها كل مواصفة من مواصفات الارهاب هل سنرى الاجماع على محاربتهم وتجريمهم كما اجمع الكل على داعش؟ علماً ان داعش والمليشيات خلقت للانتقام من طائفة معينة بل وابادتها سواء في العراق او سوريا، لا زالت الحكومة العراقية تغض النظر عنهم وعن ارهابهم ولا زال المجتمع الدولي يسير نحوهم بخطوات خجولة، اليوم وبعد بداية النهاية لصفحة ارهاب داعش يجب الاعلان عن باقي ذيول الارهاب ومحاربتهم لكي تنتهي صفحة الارهاب في العراق والمنطقة وبالتالي باقي البلدان والدول ولتكن مرحلة جديدة لمن يعلن نفسه انه محارب للارهاب وداعم للسلام والانسانية، هل سوف يتم ذلك ولو بقرار اممي وبتحالف دولي فالعنوان واحد وان اختلف المضمون، الذي يهمنا القضاء على الارهاب بكل عناوينه. (داعش والمليشيات وجهان لعملة الارهاب)
نوفل هاشم
nawfal.hasham@yahoo.com