بقلم: د. صلاح الصافي
عند قراءة تصرفات المسعور نتنياهو نرى أنه يبحث عن خلط الأوراق من أجل توريط جميع الأطراف لدخول هذه الجهات في الحرب ليثبت للعالم المساند لإسرائيل أن الأخيرة تتعرض إلى خطر وجودي.
فها هو يصعد عسكرياً في الجبهة الشمالية مع حزب الله، الديناميكية العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، التي بدأت منذ سنوات طويلة، تأخذ منحى أكثر تعقيدا وخطورة، وبينما يسعى كل طرف إلى فرض قوته وموقفه، تطرح التساؤلات حول ما إذا كانت هذه المواجهة ستقود إلى حرب شاملة، الهجمات الجوية الإسرائيلية الدقيقة على مواقع حزب الله تعد إحدى الأدوات الرئيسية في هذا التصعيد،
بينما حزب الله لجأ إلى تصعيد الهجمات الصاروخية كرد فعل، مما قد يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى انفجار أوسع نطاقاً في المنطقة.
اذن بدأت الحرب الشاملة بين حزب الله والكيان الصهيوني وهذا ما سعى إليه نتنياهو فالكل يعلم وأولهم الأخير، رغم أن حزب الله كان مستمراً بالالتزام بقواعد الاشتباك ولذلك لم يضرب مواقع مدنية، وهناك من يقول وجود آلاف المستوطنين تهجروا بسبب صواريخ الحزب ونقول إن التهجير بسبب الجغرافية وبسب الموقف المساند من قبل الحزب للفلسطينيين في غزة وعليه أن توسع الحرب سعى إليه نتنياهو بكل قوة.
والآن ما هو موقف العراق حكومة ومرجعية ومقاومة؟، حيث أكدت المرجعية الدينية في النجف الأشرف على وقوفها مع لبنان والحزب وقد جاء في البيان “إذ تطالب ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة، تدعو المرجعية العليا المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية، حفظ الله لبنان وشعبه العزيز من كل سوء ومكروه”.
أما موقف الحكومة جاء على لسان رئيسها في بيان أنه “في ظل تطوّرات الأوضاع التي يشهدها لبنان الشقيق، يقف العراق، حكومة وشعباً، وقفة الحق والعدالة والمبادئ، مستنداً إلى كل ما جاء في بيان مكتب المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله)، الذي تضمّن دعوة سماحته إلى بذل كل الجهود لوقف العدوان ومساعدة لبنان وشعبه في مواجهته الشجاعة للاعتداءات الإجرامية الصهيونية التي أدت إلى استشهاد المئات من أبنائه البررة وجرح الآلاف من المدنيين الآمنين”.
كلا الموقفين هما لإسناد الدولة اللبنانية بشكل عام، أما الموقف الأهم والذي يمكن أن يكون له تداعيات مهمة هو موقف المقاومة حيث أعلنت المقاومة في بيان رسمي: “استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونصرة لأهلنا في فلسطين، ورداً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق فجر اليوم الأحد 22-9-2024 بصواريخ الأرقب “كروز مطور، أهدافا في شمال أراضينا المحتلة”.
وأعلنت في بيانين آخرين “مهاجمة أهداف إسرائيلية بالطائرات المسيرة في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة”، أما في “ساعات الصباح فاستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق قاعدة الأغوار الشمالية العسكرية الصهيونية بأراضينا المحتلة، بواسطة الطيران المسير”.
الحقيقة أن مشاركة المقاومة الإسلامية العراقية هو ما يبحث عنه نتنياهو وسوف يقوم بالرد على هذه الضربة أو الضربات القادمة من أجل توسعة اتون الحرب ليحكم اللعبة كما يتمنى.
فماذا لو سار السيناريو كما أشرنا إليه، هل يتحمل العراق دخول المقاومة العراقية في حرب مع الكيان الصهيوني، وهل تقف أمريكا وهي اللاعب الأقوى في العراق مكتوفة الأيدي؟، أكيد أن أمريكا داعم لإسرائيل سواء كان للرئيس الأمريكي كلمة على نتنياهو أم لا وعلى ذلك أول ما تقوم به أمريكا تمنع العملة عن العراق من خلال الفيدرالي الأمريكي، وهذا وحده يكفي لهز الاقتصاد العراقي المهلهل أصلاً إذا لم تدخل أمريكا بصراع مباشر مع المقاومة خاصة هناك قواعد أمريكية إضافة للأساطيل التابعة للأخيرة في المنطقة.
لكل ما ذكرناه أعلاه نقول إن الوضع صعب وصعب جداً، وعلى المقاومة أن تجد طرق أخرى لدعم حزب الله لأن العراق كما أرى لا يتحمل كل هذه التداعيات وألا ينجر لما يريده نتنياهو والله من وراء القصد