وقالت المليشيا، في بيان صحافي أصدرته اليوم، إنّ “الانتصار الذي تحقق على تنظيم داعش تحقق بتضحيات وتضافر جهود فصائل المقاومة والحشد الشعبي والقوات الأمنية”، مشددة “على جميع القوى الوطنية الشريفة بجميع مكوناتها، التعامل مع معطيات هذه المرحلة، بعقلية تختلف عمّا سبقها، فلن نرضى، بعد كل هذه التضحيات، القبول بواقع سياسي يصادر إرادة الشعب، ويفرض عليه الرضوخ لإرادات قوى سياسية فاسدة ومتآمرة”.
وأكدت القول “لن نرضى بتوجهات الاستسلام إلى ما تحاول الإدارة الأميركية فرضه علينا، والتي تصر على العودة إلى احتلال العراق، والهيمنة على سيادته ومقدراته وثرواته، ومصادرة قراره السياسي، بالإبقاء على قواتها العسكرية في البلاد”.
وحذّرت المليشيا من “تحديات ما بعد داعش على مستوى بناء دولة المؤسسات، وتشكيل نظام سياسي وطني، يتولى المحافظة على العزة والكرامة، التي حققتها التضحيات، وكذا تثبيت الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار، وتحقيق العدالة”.
ودعت أبناء الشعب العراقي إلى أن “يكونوا على مستوى المسؤولية، بالمشاركة الفاعلة الواسعة في الانتخابات المقبلة، في هذا الاستحقاق الانتخابي”، مؤكدة دعمها لـ”ترشيح واختيار من يتصفون بالوطنية والنزاهة والكفاءة والتضحية، ممّن كانت لهم مواقف شجاعة ومبدئية ضدّ داعش، ومن المقاومين لمشاريع الاحتلال والهيمنة الأميركية وأذنابها”.
وشددت على “ضرورة أن يكون هذا الاختيار الصائب، مقدمة لإجراء التغيير الحاسم في المنظومة السياسية، وقطع الطريق على القوى السياسية المرتبطة بهذه المشاريع”، وتوعدت بـ”الحفاظ على جهوزيتنا واستعدادنا للدفاع عن العراق، والوقوف في وجه الغزو الثقافي، والتصدي لجميع المخططات التي تحاول الهيمنة على شعبنا، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وتضييع مستقبل أجياله، وروح التعايش بين مكوناته”.
وتحذّر جهات سياسية من مغبة إعادة العراق إلى مربع الطائفية من جديد، من خلال انتخاب “الحشد” والجهات المرتبطة به في الانتخابات المقبلة.
وقال القيادي في التيار المدني العراقي، عبد الجبار السلماني، لـ”العربي الجديد”، إنّ “هناك دفعا كبيرا من جهات سياسية وإقليمية، لإعادة النظام الطائفي لحكم البلاد”، مبينا أنّه “في حال عودة هذا النظام، فإنّ البلاد ستعود إلى مربع الطائفية من جديد، وما يترتب على ذلك من مخاطر”.
ودعا السلماني الشعب إلى أنّ “يعي خطورة هذه الدعوات والتحشيدات الطائفية، وأن لا يختار إلّا من يرى فيهم الإمكانية بانتشال العراق مما يراد له من بناء مؤسساتي طائفي”.
وتعول مليشيات “الحشد الشعبي” على الانتخابات المقبلة، بالحصول على أغلبية برلمانية، تمكنها من تحصين نفسها والتحكم في التشريعات التي تخدمها، الأمر الذي يلقي بظلاله على المرحلة المقبلة، ويكشف عن مخاطرها.