يُخطيء من يظن أن النشاط الرياضي بين الدول يجري بمعزل عن الألعيب السياسة، والدليل أن المقاطعة السياسية والاقتصادية التي كانت قد أعلنتها كل من، “المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين”، وأنضمت لها “مصر”، ضد دولة “قطر”، في 5 حزيران/يونيو عام 2017، ألقت بظلالها على المجال الرياضي.
إذ بعد ساعات من صدور بيان المقاطعة؛ أعلن “نادي الأهلي السعودي” لكرة القدم أنه فسخ عقد الرعاية المبرم بينه وبين “شركة الطيران الوطنية” القطرية. كما قدمت دولة “الإمارات” إلتماسًا إلى “الاتحاد الدولي لكرة القدم”، (فيفا)، تطالبه بتغيير طاقم التحكيم القطري الذي كان من المقرر أن يُحكّم مباراة المنتخب الإماراتي أمام نظيره التايلاندي في تصفيات “كأس العالم” السابق.
بطولة مُكتملة الصفوف..
يرى بعض المحللين أن “السعودية والبحرين والإمارات” ربما قررت بدء صفحة جديدة مع “قطر”، بعد عدول تلك الدول عن قرار عدم المشاركة في (خليجي 24).
وعلى ذكر ذلك القرار؛ فإن بطولة “كأس الخليج لكرة القدم”، (خليجي 24)، التي ستنطلق في “الدوحة”، عاصمة “قطر”، يوم 24 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، ستشهد مشاركة جميع المنتخبات الخليجية دون استثناء. وسبق لـ”قطر” أن استضافت تلك البطولة ثلاث مرات. إذ أُقيمت منافسات (خليجي 4) و(11) و(17) في الأراضي القطرية.
وتُعد “كأس الخليج العربي 24″، أو (خليجي 24)، هي النسخة الرابعة والعشرين من مسابقة كرة القدم التي تُجرى كل عامين وتُقام بمشاركة المنتخبات الثمانية المنضوية تحت لواء “اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم”.
الكويت تحتل الرقم القياسي..
وجرت العادة أن تُقام “كأس الخليج” مرة كل عامين في دول الخليج، حيث أقيمت أول نسخة بـ”البحرين”، عام 1970، في حين أحتضنت “الكويت” النسخة الأخيرة، (خليجي 23)، أواخر كانون أول/ديسمبر 2017.
وكان مقررًا أن تستضيف “قطر” النسخة السابقة من “كأس الخليج”، لكنها تنازلت عن حقها في تنظيم البطولة لـ”الكويت”؛ احتفالاً بقرار الاتحاد الدولي للعبة، (الفيفا)، رفع الإيقاف الدولي الذي كان مفروضًا على الكرة الكويتية، في كانون أول/ديسمبر 2017.
وتُعد “الكويت” صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة الخليجية بواقع 10 ألقاب، مقابل 3 لكل من “قطر” و”السعودية” و”العراق”، في حين ظفرت “عُمان” و”الإمارات” باللقب في مناسبتين.
إعادة نظام المجموعات..
وبعد موافقة “السعودية” و”الإمارات” على المشاركة في البطولة، تقرر أن يُعقد المكتب التنفيذي لـ”اتحاد كأس الخليج العربي” اجتماعًا في “الدوحة”، اليوم الأربعاء؛ برئاسة “حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني”، رئيس الاتحادين الخليجي والقطري، لتعديل نظام النسخة المقبلة من البطولة، حسبما أفادت مصادر مقربة من (فرانس برس).
وأوضحت المصادر أن الاجتماع “سيناقش إعادة نظام المجموعات لبطولة كأس الخليج العربي في نسختها الرابعة والعشرين”. إذ كان من المقرر أن تقام البطولة بنظام المجموعة الواحدة، لكن يبدو أنها ستلعب بمجموعتين.
وحدد “اتحاد كأس الخليج العربي” موعد البطولة التي تحظى بشعبية واسعة في منطقة الخليج، بين 24 تشرين ثان/نوفمبرالحالي والسادس من كانون أول/ديسمبر المقبل، بدلًا من الموعد المعلن سابقًا، بين 27 من هذا الشهر والتاسع من الشهر المُقبل.
أول دولة عربية تستضيف المونديال !
وضمن الاستعدادات لاستضافة “كأس العالم”، تحتضن “قَطر” بطولة “كأس الخليج العربي” لكرة القدم في نسختها الـ 24، وهي البطولة التي تحظى باهتمام بالغ ومتابعة كبيرة في دول الخليج المختلفة، فضلاً عن استضافتها لبطولة “كأس العالم للأندية” بمشاركة أبطال القارات الست، إضافة إلى نادٍ من البلد المستضيف.
وتُعد البطولة الخليجية حلقة جديدة من استعدادات “قطر” لاستضافة نهائيات “كأس العالم” المقبلة، شتاء عام 2022، إذ أنها إنتهت من تدشين ملعبين؛ هما “خليفة الدولي” و”استاد الوكرة”، كما سينتهي في ختام هذا العام تشييد استاد البيت بمدينة “الخور”.
وباستضافتها لـ”كأس العالم” لكرة القدم 2022، ستكون “قطر” هي أول دولة عربية تحظى بشرف استضافة نهائيات أهم بطولة رياضية عالمية.
هل ستحقق الرياضة ما عجزت عنه مساعي الوساطة ؟
بعد فتح صفحة جديدة على مستوى النشاط الرياضي، يتمنى المواطنون الخليجيون أن تعود المصالحة السياسية بين “قطر” ودول الخليج. فهل ستحقق الرياضة ما عجزت عنه مساعي الوساطة لحل الأزمة ؟
جدير بالذكر؛ أن أمير الكويت، الشيخ “صباح الأحمد الجابر الصباح”، قام بدور الوساطة سعيًا لوضع نهاية لأسوأ أزمة في تاريخ منطقة الخليج. إلا أن تلك الوساطة توقفت منذ عدة شهور بسبب تمسك جميع أطراف الأزمة بمواقفهم.
وفي 5 حزيران/يونيو 2017؛ قطعت كل من “السعودية والإمارات والبحرين ومصر” علاقاتها مع “قطر”، وفرضت عليها حصارًا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه “الدوحة” وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.