تقويم الأيام ومستقبل الاحلام
بقلم: اسماعيل الجنابي
في الوقت الذي شطبنا فيه اخر يوم في تقويم السنة الميلادية لعام 2017 لنعلق بدلها تقويم السنة الميلادية الجديدة ، لم نلمس من سابقاتها أي تغيير طرأ على حياتنا طيلة اكثر من عقد ونيف من الزمن ، لم يتغير فينا شيء سوى ان الآمال والاحلام تكبر ،والتطلعات تموت، والواقع يضيق وينحسر ليتراجع او يتبدد!
في العراق كل شيء متوقف ، باستثناء عقارب الساعة فكأنها تجري الى الوراء ، بينما قطار الدول الأخرى يسير على سكة التقدم والتطور والازدهار وقطارنا ثابت في مكانه لايتزحزح ابدا ،والدنيا من حولنا تدور مثل دولاب الهوى، أما دنيا العراق فإنها بالمقلوب تدور .
العالم في تطور مستمر ، وما يؤلمنا عندما نسمع هدير النهضة لدول كانت نائمة يوم كان العراق لا يعرف السكون ولا الركون ، ونرى عواصم تتألق بكل ما يسر نفوس أبنائها، ونستدير فإذا بمدن العراق منطفأة غارقة بظلام التخلف والجهل يجرفها طوفان الرشوة والفساد،وتفترسها انياب المصالح الضيقة ، وتنهشها المحاصصة المقيتة!
سنوات عجاف مرت علينا ونحن غارقون في احلامنا التي أضحت كوابيس تقض مضاجعنا بفضل العملاء والمتآمرين ، اما ثمار احلامنا البسيطة فإنها تحولت الى دم طهور ، اختلط فيه الليل والنهار ، الحلم والخيال ليبخر امالنا واحلامنا ، فتضيع بين رياء المفسدين ومغانم الطامعين .
علينا ان نؤمن ان العمر لحظة ، او بمعنى أدق ان في العمر لحظة سعيدة ، نبحث عنها في أيام التقاويم التي نعلقها على جدران غرفنا ، نفتش عنها في المفكرات وتذاكر المناسبات السعيدة التي تليق للاحتفال بها فلا نجدها ، ونسأل انفسنا عن اللحظة الجميلة التي تكفي من العمر فتساوي العمر كله .
كل سنة تمضي من اعمارنا يزداد فيها رصيدنا من الاسى والحزن ما يجعلنا نخبئ اشواقنا تحت اقدامنا و نغرسها تحت ازهار الحدائق ،خشية الغوص في ثنايا الاحلام التي باتت متسمرة بين اجفاننا لم نجد فيها غير الحسرة والندم فيتبدد فينا الحلم .
ليس أمامنا في دنيا التقاويم المعلقة ،إلا أن نوقد شمعة ، وأن نمدها بالنور حتى تقوى على مقاومة الظلام! لأننا مازلنا نبحث بين ثنايا احلامنا عن علاء الدين ومصباحه السحري الذي سيحول حياتنا ، من اتراح الى افراح ،ومن حلم الى حقيقة ، تجعلنا نصرخ صرخة مدوية تعيد لأنفسنا العزاء المسلوب الذي كنا ننتظره طويلا امام بوابات الأعوام السابقة التي كثيرا ما كنا ننظر فيها الى المستقبل المجهول الذي حاول فيه المتسلطون على رقابنا ان يحجبوا بغرابيلهم نور الشمس عنا .
لابد من كوّة أمل تجعلنا نحلم ، فالحلم هو رأسمالنا الوحيد الذي بدونه لامعنى لكل شيء!!! ليعلّق بعدها كلّ واحد منا أمنياته قرب التقويم الجديد ، ونقول كل عام وانتم بخير .