وتوقعات “فورين أفيرز” جاءت استنادا إلى تاريخ التنظيمات الإرهابية وقدرتها على إعادة ترتيب صفوفها عقب الهزائم، وذلك في إشارة إلى انهيار تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وأشار التقرير إلى أن التنظيم الإرهابي منذ تأسيسه عام 2003 على يد أبو مصعب الزرقاوي عمل على تطوير نفسه وأساليبه وفق الظروف، تحت جماعات تحمل مسميات مختلفة وفكر واحد.
وعقب عام 2008، ركز مسلحو التنظيم على حرب العصابات والعمليات الإرهابية المتفرقة، بانتظار اللحظة المناسبة، التي جاءت في خضم ما يسمى بالربيع العربي.
ولفت التقرير إلى أنه خلال الفترة ذاتها قام التنظيم بتقوية شوكته، مستثمرا الظروف الأمنية والسياسية للبدء بتحقيق طموحاته بدولة الخلافة المزعومة، وهي فترة صعود ولت أخيرا.
واليوم مع انهيار حلم الدولة، وفرار معظم مسلحي داعش إلى جيوب مشتتة في الصحراء السورية والعراقية، لا تبدو عودة التنظيم كقوة مجددا ضربا من الخيال، وفقا للتقرير.
فالهزيمة الأخيرة لداعش كتنظيم، لا تعني بالضرورة هزيمة العقيدة الفكرية، التي توحد أعضاء تلك التنظيمات، وتشكل المحرك الرئيسي لاستمرارهم.
ويرجح كثيرون بعد تشتت عناصر التنظيم المتشدد، انضمام بعضهم إلى تنظيمات شقيقة لداعش في أفريقيا وآسيا، وعودة آخرين لديارهم، بانتظار عودة الظروف المواتية لإعادة توحيد الصفوف، وهي الظروف التي تعتبر من أبرز الأسباب التي قد تعيد داعش من جديد، خصوصا أن بعضها لايزال قائما.
ووفقا للتقرير، أوجدت ممارسات الفساد في العراق وسياسات الدولة الطائفية المهمشة لبعض القوى بيئة حاضنة للتنظيمات الإرهابية.
أما في سوريا، فقد شكل الفراغ الأمني الذي خلفته الحرب أرضا خصبة لنشاط التنظيم، وهي ظروف لم تتغير حتى اللحظة، واستمرارها يعني بقاء أمال داعش بالعودة مجددا.