أفادت صحيفة (معاريف) العبرية؛ أن كبار قيادات المعسكر الصهيوني في إسرائيل عقدت يوم أمس، الجمعة، حلقة نقاشية خاصة في مدينة تل أبيب بعنوان: (أمن إسرائيل عام 2018 بين الفرص والمخاطر).
وشارك في النقاش مئة ناشط سياسي إسرائيلي, في مقدمتهم رئيس المعسكر الصهيوني الحالي، “آفي غباي”، والرئيس السابق وعضو الكنيست، “إسحاق هرتزوغ”، بالإضافة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، “إهود باراك”، وعضوة الكنيست، “تسيبي ليفني”, ومدير المخابرات الحربية السابق، “عاموس يدلين”. كما حضر أيضاً “عوزي أراد”، المستشار السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو”.
الخطر الحقيقي على إسرائيل داخلياً وليس خارجياً..
بحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد أنتقد “عوزي أراد” بشدة سياسة “نتنياهو”، لاسيما بعد خطابه الذي ألقاه الأسبوع الماضي في مؤتمر حضره أعضاء “حزب الليكود”.
حيث أكد “أراد” على ضرورة تغيير الحكومة الإسرائيلية الحالية، بعدما ثبت أن “نتنياهو” يقدم صورة كاذبة؛ فيما يتعلق بعلاقات إسرائيل الخارجية. وأضاف “أراد” أن وضع إسرائيل ليس جيداً في ضوء علاقاتها مع الدول الأوربية، وكذلك مع الدول الأخرى.
أما “يدلين” فقد حذر من أن عام 2018، يختلف عن الأعوام السابقة، التي كان إحتمال الحرب فيها ضئيلاً, مؤكداً على أنه “لا يمكن الجزم بأن عام 2018 لن يشهد إندلاع حرب”.
وواصل “أراد” إنتقاده الشديد لأداء الحكومة الإسرائيلية, قائلاً إن “الخطر الحقيقي على إسرائيل ليس خارجياً بل داخلياً, لأن ما يقترفه الإسرائيليون في حق أنفسهم من أضرار جسيمة يفوق بكثير ما يقترفه الأعداء في حق إسرائيل”. وأقترح “أراد” إجراء عدة تغييرات عملية, على رأسها “تعديل نمط الأداء الحكومي الفاشل, مع ضرورة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأسلوب مختلف تماماً, زاعماً أن إنضمام اليهود المتشددين، “الحريديم”، للمعسكر اليميني، الذي يشكل الائتلاف الحكومي, لا يُسفر عن إنتهاج سياسة تصب في صالح إسرائيل.
الصناعة العسكرية في إيران لا تقل جودة عن مثيلتها في إسرائيل..
كما تحدث في الحلقة النقاشية أيضاً، اللواء إحتياط، “عاموس يدلين” – الذي يرأس حالياً “مركز دراسات الأمن القومي”, وعمل في السابق مديراً للمخابرات الحربية – حيث أنتقد أداء الحكومة الإسرائيلية برئاسة “نتنياهو”، بل وحذر من إندلاع مواجهة عسكرية وشيكة.
وأكد “يدلين” على أنه ظل طيلة خمس سنوات يُطلع المجلس الوزاري المصغر بأنه يستبعد إندلاع حرب. ولكنه الآن لا يمكنه التأكيد على هذا القول فيما يتعلق بعام 2018، نظراً لإستمرار التواجد الإيراني في سوريا.
كما فاجأ “يدلين” جميع الحاضرين، بقوله: “إن الصناعة العسكرية في إيران حالياً لا تقل جودة عن مثيلتها في إسرائيل”. وقد أوضح “يدلين”: أن “الدولة العبرية تمتلك قوة كبيرة، لكنها تسير في إتجاه الدولة الواحدة, لذا ينبغي عليها تغيير مسارها, غير أنه لا يمكن التوصل لحل الدولتين لشعبين في المرحلة القريبة, لكن لابد لإسرائيل أن تلجأ إلى إتخاذ إجراء مستقل بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية, التي يرأسها أشد الزعماء دعماً لإسرائيل على الإطلاق”.
التقديرات الإسرائيلية لتطورات الحرب في سوريا كانت خاطئة..
جدير بالذكر أن المستشار السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية، “عوزي أراد”، قد أشار في السابق إلى أن التمدد الإيراني في سوريا وأقتراب القوات الموالية لطهران إلى الحدود مع إسرائيل؛ قد بات يشكل قلقاً أكبر من القلق إزاء برنامجها النووي.
ولم يستبعد “أراد” إحتمال حدوث ما وصفه بالإحتكاك، الذي قد يؤدي إلى “ثوران بركاني”. ووصف “أراد” الإيرانيين بأنهم متشددون في مواقفهم تجاه إسرائيل، ويمكنهم أن يشنوا أعمالاً عدوانية عسكرية محدودة أو حتى واسعة النطاق ضدها. وأكد الخبير الإسرائيلي على أنه عندما تكون القوات الموالية لإيران على بعد 10 – 20 كم من الحدود مع إسرائيل، فإن ذلك سيخلق حالة من التصعيد وعدم الإستقرار.
وأعترف “أراد” بأن بعض التقديرات الإسرائيلية لتطورات الحرب في سوريا كانت خاطئة. فـقبل خمس سنوات لم يتوقع أحد من المحللين الأمنيين الإسرائيليين أن تتدخل روسيا عسكريا في سوريا، أو أن القوات الإيرانية ستشارك هي الأخرى في تلك الحرب الأهلية. “وحتى الآن لا أحد يمكنه توقع ما سيؤول إليه الوضع في المستقبل القريب”.