تُعتبر “سرايا طليعة الخراساني” شريكاً طويل الأمد لكل من “فيلق القدس” التابع “للحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله” اللبناني، وتُعد واحدة من أكثر الميليشيات العراقية شهرة من حيث انخراطها في انتهاكات حقوق الإنسان ومشاركتها في الأنشطة الإجرامية المستشرية.
الإسم: “سرايا طليعة الخراساني” (“السرايا”). سُمّيت تيمناً بأبي مسلم الخراساني، وهو جنرال فارسي من العصور الوسطى قاد “الثورة العباسية” التي أطاحت بالخلافة الأموية، مما أدى إلى تأسيس الخلافة العباسية.
نوع الحركة: جماعة مسلحة (فصائل) ومنظمة سياسية/اجتماعية. تركز على العمليات الاجتماعية والاقتصادية، ولكنها سهّلت على نطاق واسع العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا أيضاً. كما قامت بعمليات محلية مضادة سياسية/اجتماعية معتدلة وهددت بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل في الخارج. وقد استهدفت حقوق الإنسان وحرية التعبير بين العراقيين.
التاريخ:
- أُنشئت الجماعة في الأصل عام 1986 (كحركة) مقاومة مناهضة لصدام (حسين) تحت اسم “لواء الكرار”، بقيادة ياسين الموسوي وتحت رعاية محمد باقر الحكيم، وهو عالم دين شيعي عراقي (الذي توفي لاحقاً) وكان يقود “المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق”، الذي شكلته إيران. وبدعم من “فيلق القدس”، عارضت الجماعة نظام البعث، وشاركت في حرب العصابات في الأهوار الجنوبية، وخاصة في أهوار الجبايش والناصرية في ذي قار والبصرة. وتم طرد الجماعة إلى إيران (وفقاً لبعض التقارير إلى مناطق من صحاري النجف وكربلاء) بعد تجفيف أهوار العراق، وأُعيدت تسميتها عام 1995 باسم “حزب الطليعة الإسلامية”.
- في عام 2004، قدّم “حزب الطليعة الإسلامية” أوراق اعتماده رسمياً إلى مجلس النواب العراقي الجديد كحزب سياسي رسمي، وشارك في أول انتخابات برلمانية عراقية بعد (نظام) صدام في كانون الثاني/يناير 2005 تحت اسم “أحباب نصر الله”.
- في عام 2013، أنشأ الحزب ميليشياته المنظمة رسمياً، وهي “سرايا طليعة الخراساني”، بمساعدة واسعة النطاق من “فيلق القدس” التابع “للحرس الثوري الإيراني” تحت قيادة حميد تقوي، وهو عميد إيراني عربي في “الحرس الثوري الإيراني” يُعرف باسم “أبو مريم”. وفي وقت تأسيسها، كان لدى “سرايا طليعة الخراساني” ثلاثة آلاف فرد وفقاً لبعض التقارير، على الرغم من أن العدد الفعلي قد يكون أقل من ذلك بكثير على الأرجح.
- في خريف عام 2013، بدأت قوات “سرايا طليعة الخراساني” في الانتشار إلى سوريا للانضمام إلى صفوف ميليشيات شيعية عراقية أخرى لمساعدة نظام الأسد وحماية الأضرحة الشيعية في دمشق، وخاصة “مقام السيدة زينب”. وفي آب/أغسطس 2013، شاركت “سرايا طليعة الخراساني” في مجازر ضد المدنيين السوريين في ريف دمشق.
- بعد استيلاء تنظيم “الدولة الإسلامية” على الموصل، كانت “سرايا طليعة الخراساني” من الفصائل التي استغلت فتوى الدفاع الصادرة عن المرجع الشعي الأعلى علي السيستاني لتشكيل وحدة من “قوات الحشد الشعبي”، وهي “سرايا طليعة الخراساني” (“لواء 18” في “قوات الحشد الشعبي”). وتأكيداً على دعمها القوي من “فيلق القدس”، تمكنت “سرايا طليعة الخراساني” من تسجيل ما يقرب من 100٪ من 3200 منصب تدفعها الحكومة العراقية مباشرة في الفترة 2014-2015، في حين لم تتمكن العديد من الوحدات الأخرى من “قوات الحشد الشعبي” إلا من تسجيل قسم من عناصرها.
- شاركت “سرايا طليعة الخراساني” في معارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في جرف الصخر، ومحافظات أخرى قرب بغداد، ديالى، وتكريت. وفي أيلول/سبتمبر 2014، قُتل حميد تقوي على يد قناص من تنظيم “الدولة الإسلامية” في سامراء، مما أدى إلى تولي عراقيين (علي الياسري مع حميد الجزائري) قيادة التنظيم. وفي عام 2015، نشرت “هيومن رايتس ووتش” تقريراً أدرجت فيه الانتهاكات الإنسانية التي ارتكبتها “سرايا طليعة الخراساني” في العراق بالإضافة إلى الجرائم التي ارتكبتها في سوريا. وداخل العراق، كان يُنظر إلى “سرايا طليعة الخراساني” (حتى داخل “قوات الحشد الشعبي”) على أنها وحدة إشكالية من “الحشد الشعبي” تركز بشكل خاص على الجريمة.
- في 2019-2020، قادت “سرايا طليعة الخراساني” وقادتها أيضاً عمليات قتل جماعي للمتظاهرين العراقيين العزل. وبعد ذلك، قللت الجماعة من نشاطها في العراق وبدا أنها ركزت على أنشطتها المرئية في سوريا. وتم توفير القيادة التكتيكية الميدانية في بغداد من قبل حميد الجزائري، بينما قام علي الياسري بقمع الاحتجاجات في جنوب بغداد.
-
تسلسل القيادة:
- علي الياسري: الأمين العام للجماعة، وهو مقاتل في حرب العصابات ضد صدام حسين ومدعوم من إيران، وموالٍ للمرشد الأعلى علي خامنئي. ويحاكي في قيادته حميد تقوي الذي وصفه بأنه يتمتع بتأثير “سحري” على الناس. وتم اعتقال علي الياسري لفترة وجيزة في كانون الأول/ديسمبر 2020 مع حميد الجزائري بعد أن هاجم مقاتلو “سرايا طليعة الخراساني” المتظاهرين وقتلوهم في العراق.
- حميد الجزائري: أحد مؤسسي “سرايا طليعة الخراساني”، وهو أيضاً مقاتل حرب عصابات مناهض لصدام ومدعوم من إيران. وخلال الاحتجاجات في العراق في 2019-2020، لعب الجزائري دوراً بارزاً، وغالباً ما كان يظهر في البث العلني في قمع الاحتجاجات في العراق. واعتقلت الحكومة العراقية الجزائري لفترة وجيزة بسبب قيادة وحدات عسكرية دون موافقة مسبقة من “قيادة العمليات المشتركة”. كما قامت “مديرية أمن الحشد الشعبي” بمعاقبة الجزائري بسبب تصرفاته دون الحصول على موافقات رسمية.
- “فيلق القدس” التابع “للحرس الثوري الإيراني”: داخل سوريا، تم تمويل وتجهيز “سرايا طليعة الخراساني” من قبل إيران منذ عام 2013، حيث تلقت الدعم المالي والأسلحة المتوسطة والثقيلة.
- “حزب الله” اللبناني: وفقاً للخبير العراقي في الشؤون العسكرية هشام الهاشمي، الذي اغتيل على يد الميليشيات في حزيران/يونيو 2021، يحاكي الياسري أسلوب قيادته قائد “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله. ومن الجدير بالذكر أن أول فرع للحركة بعد عام 2003 في العراق سُمي على اسم نصر الله (“أحباب نصر الله”). وداخل سوريا، التقى قادة “حزب الله” اللبناني مع الياسري بشكل متكرر في سوريا في مناطق مثل الحُجيرَة، والبرامكة، والمهاجرين، و”السيدة زينب” في دمشق. إن التعاون بين “سرايا طليعة الخراساني” و”حزب الله” اللبناني قوي بشكل خاص حالياً في القامشلي، حيث يقوم “حزب الله” بدفع رواتب جنود “سرايا طليعة الخراساني” مباشرة.
-
علاقات التبعية:
- ميليشيات “الحشد الشعبي” في العراق: منذ عام 2019، تعمل “سرايا طليعة الخراساني” على طول المنطقة الحدودية البالغة الأهمية بين العراق وسوريا، بين معبر “الوليد” الحدودي وقضاء القائم، وهي منطقة حيوية لممرات الطريق السريع بين بغداد ودمشق. وفي هذه المنطقة، تعمل “سرايا طليعة الخراساني” بشكل وثيق مع “أنصار الله الأوفياء” (“لواء 19” في “الحشد الشعبي) و”لواء الطفوف” (“لواء 13” في “الحشد الشعبي”). ووفقاً لبعض التقارير، شاركت “سرايا طليعة الخراساني” مع “لواء الطفوف” في معسكر تدريبي مؤخراً في عام 2019. كما حضر قادة “السرايا” اجتماعات للمتشددين المناهضين للولايات المتحدة التي نظمها شبيل الزيدي، قائد “كتائب الإمام علي” (“لواء 40” في “الحشد الشعبي”) المدرج من قبل الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب.
- ميليشيات “الحشد الشعبي” في سوريا: في سوريا، عملت “سرايا طليعة الخراساني” أيضاً جنباً إلى جنب مع جماعات إرهابية مدرجة على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة مثل “كتائب حزب الله” (“الألوية 45، 46، 47” في “الحشد الشعبي”)، و“كتائب سيد الشهداء” (“لواء 14” في “الحشد الشعبي”)، و“حركة حزب الله النجباء” (“لواء 12” في “الحشد الشعبي”)، بالإضافة إلى “كتائب جند الإمام” الغير المدرجة على لائحة الولايات المتحدة للإرهاب (“لواء 6” في “الحشد الشعبي”).
- “قوات الدفاع الوطني” السورية :أصبحت “قوات الدفاع الوطني” متداخلة بشكل كبير مع “سرايا طليعة الخراساني” في جميع أنحاء سوريا ككل، وخصوصاً في شرق سوريا. وفي محافظة الحسكة، قام “الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله” اللبناني بنشر “سرايا طليعة الخراساني”، مستغلين القادة المحليين لـ “قوات الدفاع الوطني” مثل عبد القادر حمو وبسام العرسان لتوسيع نفوذ “السرايا”.
-
العناصر التابعة:
- تسيطر “سرايا طليعة الخراساني” على معسكرين تدريبيين في العراق، في كربلاء والأنبار، حيث يُعرف الأخير باسم “مركز تدريب الشهيد الحاج حميد تقوي” تيمناً بحميد تقوي.
- أنشأت “سرايا طليعة الخراساني”مقراً لها داخل “المربعين الأمنيين في القامشلي والحسكة”، في سوريا.
- إن الحضور على وسائل التواصل الاجتماعي لـ “سرايا طليعة الخراساني” ضئيل جداً ولا توجد حسابات بارزة مخصصة لها. ولدى “السرايا” مجموعة رسمية على “فيسبوك” لها عدد قليل من المتابعين. وهناك أيضاً مجموعة صغيرة أخرى على “فيسبوك” تحمل تسمية “طلائع الخراساني – “مكتب الجنوب”.
- إن المغني وكاتب الأغاني العراقي الشهير مهدي العبودي ينتج أحياناً أغانٍ تدعم “سرايا طليعة الخراساني” وتروّج لرواية الميليشيا. وتحظى “سرايا طليعة الخراساني” أحياناً بإشادة من قبل قناة “الطليعة الفضائية” و”مؤسسة نور الولاية”. ولدى “سرايا طليعة الخراساني” قناتان رسميتان على “تيليغرام” ولكنهما غير نشطتين عملياً ولا يوجد لهما أي متابعين تقريباً.