تبرز المساعدات الأميركية لأوكرانيا كأكبر ضحية محتملة للإطاحة بكيفين مكارثي من منصب رئيس مجلس النواب، حيث يتدافع مرشحو الحزب الجمهوري للحصول على الدعم من مجموعة متشددة أصبحت معادية بشكل متزايد للمجهود الحربي الأميركي لأوكرانيا.
وفي العلن، اتبع مكارثي خطاً متشككاً بشأن أوكرانيا، مدركاً تمام الإدراك أن أي خطأ من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل عنيف من الجهة اليمنى، وهو ما سيحدد مصيره في نهاية المطاف. وفي السر، استخدم لهجة أكثر انسجاما مع مؤسسة الأمن القومي.
لكن في اجتماع مغلق في نفس اليوم، أخبر مكارثي زيلينسكي أنه يدعم أوكرانيا وسأل عما يمكن فعله لطمأنة الجمهوريين المتشككين إلى أن النصر في الحرب أمر ممكن.
وفي مؤتمر صحافي صريح عقب إقالته ليلة الثلاثاء، أشار مكارثي إلى زيارته لأوكرانيا في عام 2015 بعد أن أرسلت روسيا قواتها لأول مرة إلى منطقة دونباس الشرقية كسبب لكون القضية “شخصية للغاية” بالنسبة له. وقال مكارثي: “أنا قلق حقاً على المدى الطويل وما يحدث يشبه إلى حد كبير ما حدث في الثلاثينيات. الكثير من الإجراءات التي يتخذها بوتين تشبه إلى حد كبير هتلر” وقارن بين الغزو الروسي والتحضير للحرب العالمية الثانية.
وأعلن بايدن يوم الأربعاء أنه يعتزم إلقاء “خطاب مهم” حول أوكرانيا قريبا، حيث يقدر المسؤولون الأميركيون بشكل خاص أن روسيا تكثف عمليات نفوذها بهدف تقويض الدعم لكييف. وفي رسالة إلى زعماء الكونغرس الأسبوع الماضي، حذر مسؤول في البنتاغون من أن الولايات المتحدة لم يكن لديها سوى 1.6 مليار دولار متبقية من 25.9 مليار دولار قدمها الكونغرس لتجديد المخزونات المرسلة إلى أوكرانيا.
وصرح النائب الجمهوري جيم جوردان وهو أحد أبرز المنافسين على منصب رئيس مجلس النواب، للصحافيين أنه يعارض طرح حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا على الأرض قائلا “القضية الأكثر إلحاحًا في أذهان الأميركيين ليست أوكرانيا”.
وأوضح متحدث باسمه في وقت لاحق أن جوردن يريد أن يعرف ما هو الهدف النهائي للدعم الأميركي وكيف يتم إنفاق الأموال وهو الموقف الذي ردده النائب كيفين هيرن وهو مرشح محتمل آخر لمنصب رئيس البرلمان.
وصوت زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز وهو المرشح الأوفر حظا لهذا المنصب، لصالح حزمة تمويل بقيمة 300 مليون دولار لأوكرانيا الأسبوع الماضي ولكن مثل أي مرشح آخر، فإن طريقه للحصول على 218 صوتا سيكون محفوفا بالمخاطر للغاية إذا فاز. وقد تعهدت النائبة مارجوري تايلور جرين وهي واحدة من أشد المعارضين للجهود الحربية، بعدم دعم أي مرشح لمنصب المتحدث يدعم تقديم المساعدات لأوكرانيا.
وأظهر استطلاع جديد للرأي اليوم أن 63% من الأميركيين ما زالوا يفضلون تسليح أوكرانيا حتى مع انخفاض دعم الجمهوريين من 68٪ إلى 50٪ منذ يوليو 2022.
وتوجد أغلبية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مؤيدة لأوكرانيا في مجلسي الكونغرس، لكن النفوذ الضخم للمتشددين من الحزب الجمهوري في مجلس النواب يهدد بمنع التمويل الجديد من الوصول إلى قاعة مجلس الشيوخ.
ويتطلع بعض الجمهوريين إلى التوصل إلى تسوية كبيرة مع الديمقراطيين تربط المساعدات لأوكرانيا بإجراءات أمن الحدود، لكن لا شيء يمكن أن يمضي قدما في ظل شلل مجلس النواب الحالي.
وكان فريق بايدن يسعى جاهداً هذا الأسبوع قبل الإطاحة بمكارثي لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة بأن المساعدات ستستمر على الرغم من المعارضة المتزايدة من الحزب الجمهوري. وهذا الوعد، كما اعترف بايدن يوم الأربعاء، أصبح فجأة تحت الضغط ويصعب تنفيذه.