بدأت “بريتيش بتروليوم،” عملاقة النفط والغاز البريطانية عملية بيع لحقولها النفطية في مصر في الوقت الذي تحول فيه الشركة استثماراتها في البلد العربي الواقع شمالي إفريقيا إلى الغاز الطبيعي، وفقا لتقرير أوردته شبكة “بلومبرج” الإخبارية الأمريكية.
ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية في هذا الشأن والتي رفضت الكشف عن هويتها قولها إن “بريتيش بتروليوم” المعروفة اختصارا بـ “بي بي” قد طرحت بالفعل أصولها الكائنة في خليج السويس للبيع منذ أشهر قليلة، مضيفة أنها ترغب في أن تجمع ما إجمالي قيمته مليار دولار تقريبا من تلك الصفقة.
وأوضحت الشبكة أن “بي بي” تمتلك أيضا استثمارات أخرى في مصر وتشتمل على حصص في حقل ظهر العملاق الواقع في المياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط والذي اكتشفته “إيني،” عملاقة الطاقة الإيطالية في أغسطس من العام 2015.
ووفقا لـ “بلومبرج،” تستهدف الشركة البريطانية بيع أصول تتراوح قيمتها من 2-3 مليارات دولار هذا العام، بتراجع من 4.3 مليار دولار في العام 2017، في الوقت الذي تواصل فيه تعزيز أوضاعها المالية في أعقاب انهيار أسعار النفط العالمية، وكذا كارثة التسرب النفطي التي وقعت في العام 2010.
وبحسب المصادر فإن تخلص “بي بي” من حقولها النفطية الواقعة قبالة السواحل المصرية من الممكن أن يمثل أمرا بالغ الحساسية نظرا لأنها توظف آلاف العمال المصريين.
كانت شركة “إيني” الإيطالية قد باعت مؤخرا حصة جديدة بنسبة 10% من منطقة امتياز شروق، التي يقع بها حقل ظهر العملاق، أكبر حقول الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، لشركة مبادلة الإماراتية للبترول بقيمة 934 مليون دولار.
وبعد إعلان الاتفاق مع الشركة الإماراتية، تراجعت حصة “إيني” الإيطالية من منطقة امتياز شروق إلى 50%.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تبيع فيها “إيني” حصصا من منطقة امتياز شروق في البحر المتوسط، حيث أتمت بيع 30% منها لشركة “رزنيفت” الروسية خلال أكتوبر الماضي، بقيمة تقدر بنحو 1.125 مليار دولار، بالإضافة إلى منحة تنازل للحكومة المصرية بقيمة حوالي 114 مليون دولار.
وبدأ حقل ظهر للغاز، الذي تصل احتياطياته إلى 30 تريليون قدم مكعب، الإنتاج في ديسمبر الماضي وذلك بعد 28 شهرا من اكتشافه.
وينتج الحقل حاليا 400 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، بحسب “إيني،” ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج تدريجيا إلى أن يصل إلى الطاقة القصوى في نهاية 2019.