وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى قصر الإليزيه في باريس، حيث كان في استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليعقد الرجلان جولة مباحثات تتضمن ملفات ذات اهتمام مشترك، إلى جانب قضايا دولية عدة.
ماكرون وبن سلمان في باحة قصر الإليزيه
وعلم من مصادر فرنسية أن ماكرون سيتناقش مع ولي العهد السعودي العلاقات الثنائية بين الرياض وباريس في مجالات عدة، اقتصادية وعسكرية وثقافية، ومسائل إقليمية كالاستقرار في لبنان والعراق، والأزمة المستعرة في السودان، إضافة إلى الحرب الروسية – الأوكرانية.
وقالت المصادر نفسها إن ماكرون سيطلب من الأمير محمد بن سلمان تفعيل المساهمة السعودية لتسريع الجهود الرامية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وفي المسألة اللبنانية، يُتوقّع أن يطلب الرئيس الفرنسي من ولي العهد السعودي أن يعمل على كسر الجمود السياسي الذي أدّى إلى فشل البرلمان مرارًا في محاولات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، آخرها الأربعاء الماضي، وسط انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه وينذر بإطالة أمد الفراغ الرئاسي، فيما البلاد تعاني انهياراً اقتصادياً هو الأسوأ في العالم منذ عام 1850، بحسب توصيف البنك الدولي.
ويعول ماكرون على دور مهم يؤديه الأمير محمد بن سلمان في هذا الإطار، كما في الإطار العراقي، خصوصاً بعد المقاربة المختلفة التي ينتهجها ولي العهد السعودي، وتحديداً بعد اتفاق بيكين بين الرياض وطهران، وهو الاتفاق الذي ساهم في إعادة الاستقرار إلى المنطقة، إذ كانت طهران تستعين بأعوانها مثل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق لتوتير علاقات هذين البلدين بمحيطهما العربي.
الرئيس الفرنسي مرحباً بالوفد السعودي الذي يترأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان
كما سيستعين الرئيس الفرنسي بولي العهد السعودي لتصل مساعي التهدئة في السودان إلى خواتيمها الإيجابية.
هذه الملفات وغيرها مفتوحة على بساط البحث في اللقاء، في دلالة واضحة على المكانة الرفيعة التي تحتلها المملكة على مستوى العالم، وعلى أهمية دورها في تصفير الأزمات وإطفائها. ولهذا، تكتسي هذه القمة أهمية استثنائية، وربما تكون فاتحة عصر جديد من الاستقرار في العالم، وفقاً لاستنتاجات مراقبين أوروبيين.
وكان ولي العهد السعودي قد وصل إلى باريس الأربعاء في زيارة رسمية، مترئّساً وفد المملكة العربية السعودية إلى قِمةِ “من أجل ميثاقٍ ماليٍّ عالميًّ جديد”، المقرّر عقدُها في العاصمة الفرنسية في 22 و23 يونيو الجاري.
كما يشارك ولي العهد السعودي في حفلِ استقبالِ المملكة الرسميّ لترشُّح الرياض لاستضافةِ معرض “إكسبو 2030″، والمقرر عقده في باريس الاثنين 19 الجاري.
وقال مصدر رئاسي فرنسي إن بلاده ستدعم رسمياً ترشّح السعودية لاستضافة “إكسبو 2030”.