فرية تجهيز “واشنطن” العراق بالسلاح!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
بقلم :العميد الركن الدكتور صبحي ناظم توفيق
ليس دفاعاً عن أحد أو ذمّ آخر، بل تسليط ضوء بسيط على ما أُشيعَ ويُشاع عن تجهيز العراق بالسلاح الأمريكي. لدي الكثير من المعلومات (العامة) عن تسلّح العراق وتجهّزه خلال الستينيات والسبعينيات ولغاية (1980) قبل إندلاع الحرب مع “إيران”، كوني ضابطاً متدرجاً في الحرس الجمهوري (1964-1966)، ثم باللواء المدرع السادس (1966-1971)، فمعلّم أسلحة ساندة في مدرسة المشاة (1971-1973)، ثم ضابط ركن بقيادة الفرقة المدرعة الثالثة (1974-1977)، فضابط ركن بدائرة العمليات لدى وزارة الدفاع (1977-1980)، ثم في جبهات الحرب المتنوعة (1980-1984). ولكن كل تلك الخدمات -رغم مواقعها المهمة- لم تكسبني في شؤون مصادر التسليح والتجهيز سوى معلومات عامّة. أما لما عُيِّنتُ (((مديراً للإيفادات والدورات والوفود الخارجية))) وقتما ترفعتُ لرتبة “عميد ركن” منذ (1984) ولغايةإنتهاء الحرب (1988) فقد إطلعتُ -بحكم منصبي- على أسرار لم تُتَح حتى لـ”صدام حسين” أو “عدنان خيرالله” الإطلاع على تفاصيلها….. حيث لم يكن أي عسكري -من جميع القوات المسلحة العراقية (البرية، الجوية، البحرية، طيران الجيش، الدفاع الجوي، قوات الحدود” ناهيك عن “الحرس الجمهوري وحتى الحرس الخاص”- يوفد إلى خارج العراق لأي غرض كان إلاّ عن طريق دائرتي ومكتبي وتوقيعي، حتى لو كان لحضور مؤتمر علمي أو ثقافي لـ(يومين) فقط أو وفداً سريعاً لنهار واحد. الدولة الغربية-الآوروبية الوحيدة التي تعاملنا معها بمستوىً عالٍ هي “فرنسا” -في مجال المقاتلات والهليكوبترات المسلّحة وأسلحة مقاومة الدبابات والطائرات- قبل بدء الحرب وأثناءها… ((وهي ذات الدولة التي قاد “آية الله الخميني” ثورته من عاصمتها)). ولذلك أقسم بالله ثلاثاً وعشرة ومائةً، بأننا لم نتعامَل مع الولايات المتحدة الأمريكية لا بالسلاح وبالتجهيزات والمعدات والآلات (العسكرية) بشكل مطلق حتى إنتهت الحرب وأُحِلتُ على التقاعد (1988) -بشكل إعتيادي- بسبب هيكلة القوات المسلّحة. ولكي أكون في غاية الدقة، فإن العلاقات لما عادت بين “بغداد” و”واشنطن” عام (1986)، فإن طيران جيشنا قد إبتاعت سرب هليكوبترات ((مدنية صرف غير مسلّحة مطلقاً)) طراز “BELL-214-S.T” كبيرة الحجم تسع لحوالي (20) شخصاً من شركة “BELL” الأمريكية وأُستُخدِمَت لنقل القادة وكبار ضباط الركن بين القواطع والقيادات الكبرى. كما إقتنت (12) هليكوبتر من طراز (هيوز-500) من شركة (هيوز) للنقل الخفيف والسريع و(((مدنية صرف وغير مسلّحة مطلقاً)) تسع الواحدة منها (5) أشخاص فقط وأُستُخدِمَت لنقل القادة الأماميين وضباط الركن بين القيادات الأمامية، وعدد ضئيل من الهليكوبترات الأخف (لشخصين فقط) للتدريب الإبتدائي. وفي هذا الشأن أتحدى حتى أصدقائي وزملائي الذين عملوا في مواقع حساسة أن يتقابلوا معي ليسردوا وينشروا -بأسمائهم الصريحة- أية معلومة صادقة ومسؤولة عن تسليح الولايات المتحدة للعراق قبل الحرب أو أثناءها، كي أعطيهم حقائق أكثر من مما ذكرتها في أعلاه…. ولكن ليس (((قال فلان وتحدثت الصحيفة الفلانية وصرّح “أحمد الجلبي”، أو أعلمنا مصدر مسؤول لم يشأ الكشف عن إسمه!!!!)))…. فكلّها أكاذيب مكشوفة وليست مجرد مزاعم وإدعاءات يُظَنُّ بها ويُشَكّ في مصداقيتها. والله على ما أقول شهيد….