عقب إنتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية، سوف تعلن القوات العسكرية التي تحظى بالدعم الإيراني تشكيل تحالف جديد باسم “الفتح المبين”. وعُهد إلى “هادي العامري” رئيس فيلق بدر وعضو البرلمان العراقي؛ صاحب العلاقات القوية مع “الحرس الثوري” الإيراني واللواء “قاسم سليماني” برئاسة التحالف الجديد. ويطلق اللواء قاسم سليماني لقب “الشهيد الحي” على “هادي العامري”. وهو ما يعكس إستعداد القوات التي تحظى بدعم “الحرس الثوري” إلى تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، وبالتالي التأسيس لنظام سياسي جديد بالعراق. بحسب الكاتب الصحافي “أمير توماغ” في أحدث مقالاته التحليلية المنشورة على موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، نقلاً عن الموقع الإلكتروني (businessinsider).
تحالف الفتح..
تكشف عملية تشريح “تحالف الفتح”، عن حجم شعبية تحالف القوى الإسلامية وأجنحتها السياسية المدعومة إيرانياً بين عناصر “الحشد الشعبي” العراقي. والمعروف أن معظم أعضاء هذا الجناح السياسي على تواصل قديم مع إيران.
ويضم “تحالف الفتح” عدداً من الأحزاب الأصغر التي تعدم الأجنحة العسكرية، وكذلك أقليات أخرى تملك أجنحة عسكرية، بينما تعدم الخبرات والتجارب السياسية. وقد استفادت القوات المحسوبة على إيران من هذا التحالف، حيث تبحث بالمشاركة السياسية عن غطاء شرعي للاستمرار في نشاطاتها. وهذا التحالف كيفية عمل القوات المحسوبة على إيران، وكيفية تشكيل القوات الشيعية المؤثرة في “بغداد والنجف” للأجنحة العسكرية والسياسية المنفصلة لتجاوز القيود المفروضة على نشاطاتها.
وقد أعلن رئيس الوزراء العراقي، “حيدر العبادي”، قائد قوات “تحالف النصر” العراقي، بتاريخ 14 كانون ثان/يناير الماضي، عن التوافق مع “تحالف الفتح”، وهي الخطوة التي أثارت إستياء الكثيرين. فأعلن رجل الدين الشيعي، “مقتدى الصدر”، بعد يوم من انفصال “العبادي” عن “تحالف الفتح”: “إن هذا الطريق يمضي بإتجاه الفساد والضياع”.
بدوره قال “هادي العامري”: “تحالف الفتح على إستعداد للتوصل إلى صفقة أخرى بعد الانتخابات”. معلناً أن الانفصال عن “تحالف النصر” لا يعدو مجرد كونه مشكلة فنية. ونشر “تحالف الفتح” العراقي بياناً جاء فيه: “ينسحب هذا التيار، (الفتح)، من التحالف مع النصر لأسباب فنية، وليس لدينا أي خلافات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي”.
وأضاف البيان: “لم يتطرق العبادي للحديث عن شروط ترشحه لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة المقبلة. ونحن لدينا علاقات أخوية مع العبادي ومستعدون للتحالف معه بعد إجراء الانتخابات”.
في المقابل أعلن “تحالف الفتح” أن دعوة “مقتدى الصدر” و”نوري المالكي” و”عمار الحكيم” للتحالف مع “النصر” العراقي تم بموجب الاتفاق مع “العبادي”، وكان هذا بمثابة تكذيب للشائعات حول إشتراط تحالف “الفتح” على “العبادي” عدم مشاركة “الصدر” و”الحكيم” في الإئتلاف.
تقوية شبكة العلاقات الإيرانية..
إستناداً إلى التقارير الصحافية والإعلامية العراقية، كان “سليماني” هو الشخص الذي توسط للصفقة الأولية بين “العبادي” و”الفتح”. وكان “عبدالله هوبز”، المسؤول البارز في الاتحاد الوطني؛ قد كتب تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، كشف خلالها عن إستعداد الجنرال الإيراني، بتاريخ 13 كانون ثان/يناير الماضي للتواصل مع القيادات العراقية لإبرام صفقة.
وكتب: “التقى سليماني كل القيادات الشيعية الكبيرة عدا العبادي والصدر. وتعتقد وسائل إعلام محلية في إنهيار التحالف الجديد، (تحالف الفتح مع النصر)، بسبب هذه اللقاءات، فالصدر يعارض مشاركة التيارات المحسوبة على إيران”.
ومع إقتراب موعد الانتخابات العراقية، تلجأ إيران للاستفادة من كل الطرق الممكنة وغير الممكنة للمشاركة وتطوير نفوذها داخل العراق والحكومة العراقية، وهي بصدد تقوية وتدعيم شباكتها في هذا البلد. في الوقت نفسه تعتمد الحكومة العراقية الحالية على القوات المحسوبة على إيران في توفير وإقرار الأمن بالعراق.
ويعتقد الكثيرون، بحسب ما نقل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، وقوف أحد مساعدي “سليماني” وراء تشكيل التحالفات السياسية والحكومة العراقية المقبلة.
يقول القيادي بفيلق القدس، “إيرغ مسجدي”، السفير الإيراني في بغداد: “كُلفت برئاسة وتسليم سلة المساعدات اللوجيستية والهندسية والأسلحة إلى الجيش العراقي من أجل توفير متطلبات إعادة الإعمار”.
هذا بالإضافة إلى لقاءاته واستشاراته مع وزارة الدفاع العراقية والشرطة الفيدرالية ووزارة الداخلية، والتي تعكس استمرار التدخل الإيراني في العراق. في غضون ذلك تسعى إيران بزيادة حجم تبادلاتها التجارية مع العراق إلى 20 مليار دولار إلى الاستمرار في مشاريعها المذهبية وتطوير المزارات الشيعية في العراق.