عجيب أمور…غريب قضية
بقلم: سمير داود حنوش
كلمات كان يُرددها الفنان العراقي الراحل جعفر السعدي في مسلسل (الذئب وعيون المدينة) كلما كانت تمتزج أمام ناظريه أيام الماضي وصور الحاضر لتُنتج واقعاً مؤلماً ومؤسفاً لنماذج بشرية أصبحت تفرض سطوتها بقوة السلطة والنفوذ والمال بعد أن كانت تمتهن السرقة واللصوصية في الماضي, وأكاد أجزم أن نوبات من الضحك الهستيري تنتابُنا نحن معشر الفقراء ونتذكر مقولة (عجيب أمور…غريب قضية) كلما سمعنا ذلك الأصرار والتشدد من قِبل حكومة الكاظمي على ضرورة إجراء الأنتخابات في موعدها المقرر مُعتقدين أنها خدعة من خدع الكاميرا الخفية.
حكومة الكاظمي التي رفعت شعار فرض هيبة الدولة تعجز اليوم عن السيطرة في فرض تسعيرة الأمبير للمولدات الأهلية فكيف ستفرض هيبتها على السلاح المنفلت.
لم يجرؤ الكاظمي مُنذ بداية تسلمه رئاسة الوزراء على محاسبة عادل عبد المهدي ووزرائه المتهم بعضهم بجرائم إبادة جماعية وآخرين بالفساد ويسألهُ عن المليارات التي أُهدرت في فترة حكمه مع العلم أن حكومة عبد المهدي لم تستمر سوى بضعة أشهر, بل كافأهم ومنحهم تقاعد نهاية الخدمة, وليخرج بعدها أحد مُستشاريه مُتباهياً ومُتشدقاً أن الحكومة أستلمت خزينة خاوية, ويبدو أن بوصلة القيادة لدى الكاظمي بدأت تفقد إتجاهاتها بدليل أن الكاظمي كان من المُفترض عليه أن يقوم بأستفتاء شعبي للتعرف عن مدى تقبّل الناس لهذا الموعد الأنتخابي وأن يقوم مُستشاروه (الأشباح) بالنزول الى الشارع للتعرف والأطلاع على آراء الشعب في ظل ظروف إقتصادية صعبة يعيشها المواطن العراقي يهدد حياته إنهيار إقتصادي للبلد وتأخر في توزيع رواتب الموظفين يرافقه تراجع في قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار قد يصل الى (100 دولار يعادل 500 الف دينار عراقي) وهو ماصرح به النائب كاظم الصيادي وهو إنهيار للدينار العراقي إن صح كلام النائب لم يصله حتى في أصعب ظروف الحصار الأقتصادي الذي مر عليه العراق في التسعينيات من القرن الماضي.
فأي إنتخابات يتحدثون عنها ؟ وهل هناك مايُبشّر بنجاحها في ظل هذه الظروف المُتأزمة, ومن يضمن نزاهتها, وهل سيشارك المواطن المُنهك معيشياً في هذه الأنتخابات؟ ستظل كلمات فناننا الراحل (عجيب أمور…غريب قضية) تُذكّر العراقيين بأيامهم الصعبة ويُرددون هذه الكلمات كلما مرت عليهم صورة سوداوية من صور هذا الزمن الرديء.