يحل فريق موقع (المشرق نيوز) الإيراني، المحسوب على التيار الأصولي، ضيفاً على أحد الدبلوماسيين الإيرانيين.
هو شخص ربما يقدمونه بعد الشهيد ركن، “آبادي”، كدبلوماسي بارز في جبهة المقاومة، ورغم انفصاله، قبل مدة، عن وزارة الخارجية الإيرانية ووجوده إلى جانب رئيس البرلمان، لكنه مايزال معنياً بالقضايا الإقليمية ومؤثراً وآراءه مؤثرة في قرارات الدولة.
ومؤكد سيكون لديه الكثير من الكلام يقوله لنا. نحن في حضرة، “حسين أمير عبداللهيان”، مساعد الشأن الدولي الخاص لرئيس البرلمان.
مشروع التقسيم الصهيوني لا يستثني السعودية..
“مشرق نيوز” : نبدأ من تدشين الولايات المتحدة الأميركية، قبل فترة، نوعاً من الحرب النفسية حول صواريخ “أنصار الله”، وادعت أن هذه الصواريخ هدية إيران لـ”أنصار الله” لاستهداف المملكة العربية السعودية، بل إنهم يعرضون مجموعة الصور التي نرى، وجلب “نتانياهو” مؤخراً في اجتماع “ميونخ” جزء من طائرة مسيرة وادعى أنها للإيرانيين. ما هو السيناريو المخبوء خلف هذه الأحلام ؟
“عبداللهيان” : الحقيقة بالنسبة للموضوع اليمني؛ نحن نحمل دعماً معنوياً للشعب اليمني، وكذلك “أنصار الله”؛ باعتبارها تيار سياسي وحركة شعبية تتطلع لإستعادة حقوق الشعب اليمني في مواجهة السياسات الأميركية الصهيونية الخاطئة، نتواصل ونقدم الدعم المعنوي وهذا الأمر لا يخفى على أحد.
لكن ما يقال عن تسليمنا صواريخ لـ”أنصار الله”، فأحب أن أُشير فقط إلى أنني التقيت “إسماعيل ولد الشيخ” حين كان مبعوث أمين عام الأمم المتحدة في اليمن، مرة بطهران ومرة أخرى في بروكسل بعد أسبوعين من اللقاء الأول. حينها ادعى السعوديون أن إيران تقدم الدعم المسلح للإيرانيين. وقبل أن أبدأ قال “ولد الشيخ” أسمح لي لدي خاطرة عن اليمن أقولها ثم تجيب. وقال خاطرته؛ وهي أنه كان قبل سنوات مبعوث برنامج تطوير الأمم المتحدة في اليمن، ووصل إلى نتيجة مفادها أنه توجد 4 أسلحة بين الناس مقابل كل يمني. والحقيقة أننا في الأزمة اليمنية رأينا مثلثاً واستناداً للحقائق الموجودة، تمثل “أميركا” أحد أضلع المثلث و”الكيان الصهيوني” الضلع الآخر، والضلع الثالث هو “السعودية” بأموالها ومكانتها.
وفي رأيي أن “السعودية” متورطة في لعبة خطيرة من تصميم اللوبي الصهوني. والقيت المسؤولين السعوديين أو مسؤولي المنطقة مراراً، وعبرت عن قلقي من مشروع الصهاينة للمنطقة وتقسيم الدول الإسلامية، مشروع التقسيم لا يستثني المملكة العربية السعودية. ويعتقد بعض المفكرين وأصحاب الرأي والسياسيين بالعالم العربي من طبقة المفكرين والمثقفين، تورط السعودية بسبب حساباتها الخاطئة في فخ قد يهدد مستقبل المملكة بإعبتارها دولة في منطقة غرب آسيا ودولة في العالم الإسلامي بالمزيد من الأزمات وإنتهاءً بالتقسيم.
الفزع الأميركي من قيام ثورة على النظام السعودي..
“مشرق نيوز” : السعوديون الآن متورطورن، منذ فترة طويلة، في الصراع اليمني.. ألا يستطيعون إنهاء العمل في اليمن تماماً أو لا يريدون ؟
“عبداللهيان” : تصوري أن السعودية متورطة في مستنقع كبير باليمن.. حين كنت باليمن في الأسبوع الثالث للهجوم السعودي على اليمن، وقد تزامن الأسبوع الثالث مع بداية عمل السيد، “عادل الجبير”، في وزارة الخارجية، وذهبت إلى جدة للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية. والتقيت هناك السيد، “عادل الجبير”، وأخبرته بذلك وقلت له أنتم أخطأتم والحل في اليمن سياسي بحت. فأجاب متعصباً: “سوف ترون سنقضي على أنصار الله بشمال اليمن في أقل من ثلاثة أسابيع”، وفجأة تغير الكلام؛ وأنا أيضاً ضحكت وقلت لا أتصور ذلك، لكن نحن ننتظر.
والحقيقة أن السعوديين، وحتى الكثير من الشخصيات التي إتخذت القرار، (بإعبتاره مساراً عقلانياً من منظورهم)، ضد اليمن، تحركوا وتوقعوا تحقيق النصر باليمن في أقل من ثلاثة أسابيع، وسوف تنتهي الأزمة اليمنية على النحو الذي تريده المملكة العربية السعودية. وعلقت السعودية الآمال الكبيرة على الأميركيين. وحين سألت مسؤول عسكري رفيع المستوى بالمنطقة؛ قلت: أنا لست عسكرياً ولا أفهم القضايا العسكرية بشكل كبير وتجربتي تتوقف عند حدود الحرب العراقية الإيرانية كعضو في القوات الشعبية، والأميركيون يقولون إننا نقدم الدعم اللوجيستي والمخابراتي للسعودية ضد اليمن، ماذا يعني ذلك ؟.. فقال: “نراجع الأقمار الصناعية للعمليات التي تنفذها السعودية في اليمن”، وبهذا الشكل فالمقاتلات الأكثر تطوراً التي باعتها الولايات المتحدة للسعودية بمبالغ طائلة، لكن دائماً ما يعاني اللوبي الصهيوني بأميركا، وكذلك المسؤولون الأمنيون والسياسيون الأميركيون بالنظر إلى أوضاع المنطقة؛ الخوف من ثورة مفاجئة في السعودية كما في “مصر”، ومن ثم تغيير الأوضاع، أن تقع ثورة مثل “إيران” وتتغير الأوضاع، إذ لا يجب استخدام تلك المعدات العسكرية الأكثر تطوراً ضد الصهاينة. لذا وضعوا أكثر المقاتلات العسكرية تطوراً تحت تصرف السعودية، لكن حين تريد المملكة الإستفادة من هذه المقاتلات فإن هناك بعض المشكلات:
المشكلة الأولى: حين تريد السعودية، على سبيل المثال، قصف صنعاء، ينفد وقود هذه المقاتلات الأكثر تطوراً في طريق العودة قبيل مغادرة الأجواء اليمنية، ولذا يجب تزويدها بالوقود قبل دخول اليمن. وتحتاج عملية الإحتراق اللوجيستية إلى بنزين مخصوص، وهذا النوع من المقاتلات المتطورة يستخدم بنزين خالص تماماً، وأميركا لا تقوم بتسليم هذا البنزين إلى السعودية. وهناك ناقلة نفط في المحيط الهندي؛ ومنها يتزودون بالوقود في شكل حمولة، ورفضت أميركا بيع السعودية الطائرة التي تقوم بهذا العمل، وتوضع كل هذه التجهيزات تحت تصرف الطائرة الأميركية نقالة الوقود. وغير وقود الطائرة يشرف الأميركيون بشكل كامل على نوع الوقود وكيفية النقل.
المشكلة الثانية: كذلك حين يريدون ضرب هدف على سبيل المثال في صنعاء، يجب أولاً قبل قيام هذه الطائرة المتقدمة بعملية الاستهداف، تحليق طائرة مسيرة للإستطلاع وإرسال البيانات إلى القيادة الجوية السعودية وإبلاغ الطيار أن بمقدوره استهداف مدرسة أو حامية أو نقطة. ولم تملك القوات الجوية السعودية تلك الطائرة المسيرة، لكن عندما تقول أميركا إننا ندعم السعودية من المنظور اللوجيستي والمخابراتي في الحرب، فهذا بسبب أن يملكون أحدث الأسلحة، لكنهم لا يمكلون إمكانية الاستفادة منها.