بقلم: الدكتور اسماعيل الجنابي
درست العلوم السياسية وعملت في مجال الإعلام وقد استلهمت من هذين المجالين ، ان اكون شفافاً في قول الحقيقة مهما بلغت الضغوط ومهما زادت التضحيات لذلك استشعرت بنفسي القوة للسعي إلى ما أحب ، اجتهدت ودرست وتعلمت ، فتارة أتعثر وتارة اصل الى مبتغاي لدرجة اني لم استسلم لايماني العميق ، أن النجاح لا يكون إلا بالإصرار والثبات ، اي نعم هنالك خيبات ولكن بالمقابل توجد إنجازات لم نكن لنصل إلى هذه المرحلة لولا التناقضات والعقبات.
نظرتي الى الحقيقة هي ان اراها واتلمسها من خلال “العين والقلب” ويرافق هاتين الحاستين هو الشعور الصادق لصورة ما أرى ومصداق حديثي يتجلى في زيارتي الاخيرة بصحبة انسان عزيز على قلبي لعيادة الدكتور”احمد زياد الترك” أخصائي أمراض القلب المتقدمة والأوعية الدموية و القسطرة التداخلية ، الانيق في هندامه والقدير في علمه والصادق بمهنيته والنيل في انسانيته وخلقه الرفيع ، حيث كان وقع هذه الخصال الحميدة على نفسية المريض الذي اصطحبته لعيادة الدكتور وقد بانت ملامح الرضى والراحة على نفسية المريض منذ الوهلة الاولى التي لامس فيها الطيب جسد المريض من خلال الكشف السريري عليه التي تجلت فيه الانسانية والمهنية معاً وفي مقدمة ذلك قناعة المريض بما سمعه من وصف دقيق لحالته وطريقة العلاج المترتبه لشفاءه ولعل ابرز ما شدني لذلك اصطحاب الدكتور الترك لطبيب وطبيبة في عمر الزهور ، يشرح لهم حالة المريض بكل دقة من اجل ان ينهلوا من حداثة علمه التي يبغي ان يغرسها في عقولهم ليسيروا بخطى ثابتة في حياتهم العلمية والعملية .
لعلَّ من أنبَل المهن التي يتصدَّى لها الإنسان هي تلك التي تتعلَّق بصحَّة الإنسان من طبٍّ وتمريض، والطبُّ منذ عرفه التاريخ يَحظى بالاحترام والتقدير من قِبل العامَّة ، والطَّبيب شخص يَنظر له الآخرون على أنَّه يملك فكرًا وذهنًا ويدًا فوق العادة؛ لما امتهن من طريقة مثاليَّة في خدمة المجتمع، ونحن نعلم أنَّ هذا الفكر والذِّهن وهذه اليد إنَّما هي أسباب لجلب الشِّفاء للمريض أو المتوعِّك وقبل ذلك الارادة الربانية التي لا يعلى عليها ولهذا كان الأطبَّاء وما يزالون يشعرون بسعادة تصِل بهم إلى تحقيق الذات، وهم ينظرن إلى مرضاهم يتماثلون للشِّفاء، فينظر إليهم مرضاهم نظرات تُغني عن التعبير بالكلمات، تلك النظرات التي تحجب الرؤية عنها غزارةُ دموع الشكر والعرفان بالجميل؛ وهذه من أنبل الإنجازات التي يمكن أنْ يرصدها الطبيب في حسابه الخاص، لا سيَّما إذا صاحبَتها دعوات صادقة بمزيد من التوفيق، فترى الطبيب يسير من حسَن إلى أحسن، لا لشيء أكثر من أنَّه خدم مهنته، وخدم من خلالها الناس.
شكرا لك ايها الحكيم على انسانيتك التي سبقت علمك وشكراً وعرفاناً للرحم الطاهر الذي حملك بين احشاءه فابصرت النور الى الحياة من ذلك الصلب الاصيل والنبيل في زمن تعددت فيه اوجه ومقاصد الربح على حساب حياة الناس دون طرف حياء.
العنوان: الأردن – عمان – الدوار الخامس – مُقابل المركز العربي الطبّي – مُجمّع حنانيا (1) – ط4.
هاتف: 0790204020