لا تستطيع التنقل بسيارتك في الشوارع العراقية لمسافة 20 مترا، حتى تعترض طريقك المطبات أو “الطسات” باللهجة العراقية، وهي الحفر والتعرجات والتشققات المنتشرة التي تعيق السير والحركة المرورية، حتى باتت مصدر قلق وخوف بالنسبة لسائقي السيارات، إذ إنّها تسببت بمئات حوادث السير.
يقول أبو جمال، وهو سائق سيارة ركاب، إنّ “التنقل في شوارع بغداد يتطلب من السائقين خريطة ترشدهم إلى المطبّات والحفر و(الطسات)، كي يتجنبوها”، مضيفا “بحكم عملنا سائقين نسير في الطرق نفسها يوميا، حفظنا مكانها، ونستطيع تجاوزها وعدم الوقوع فيها”.
ويشير إلى أنّ “السائقين الذين لا يعرفون الشوارع بشكل جيد، هم الذين يقعون فيها ويتسببون بالحوادث المرورية، إذ إنهم يسيرون بسرعة وعندما تعترضهم (الطسة) أو الحفرة لا يستطيعون تجنبها، فإذا ابتعدوا عنها تسببوا باصطدام مع سيارة أخرى، وإذا لم يبتعدوا انقلبت سيارتهم، وفي الحالتين تسجل حوادث”.
إلى ذلك، تسجل مديرية مرور بغداد وحدها عشرات الحوادث يومياً التي تتسبب بموت العديد من المواطنين.
وقال العقيد في مرور بغداد، سلام الفراجي، إنّ “مديرية المرور تعاني بشكل مستمر من تلك المطبات والحفر الخطيرة في الشوارع، وقد خاطبنا الجهات المسؤولة بخطورتها وضرورة إصلاحها على الأقل، حفاظا على حياة المواطنين، ولتأمين انسيابية بحركة السير والمرور”، مبينا أنّ “الجهات المسؤولة لا تبالي بذلك، وتتجاهل كل مناشداتنا ودعواتنا، الأمر الذي يتسبب بحوادث اصطدام وانقلاب يومية”.
وأشار إلى أنّ “بعض شوارع العاصمة لا يمكن السير فيها بسرعة لأنها مليئة بالحفر والمطبات في كل متر، فالسائق لا يستطيع السير السريع، وهذه لا تشكل خطرا ولا تتسبب بحوادث، وهي تحتاج إلى تعبيد جديد”، محذراً من أنّ “الخطر يكمن في المطبات والحفر المتباعدة، وخاصة تلك التي تتواجد على الخطوط السريعة، والتي يقع فيها السائقون دائما نتيجة السرعة، فهي بحاجة إلى ترميم وإصلاح”.
وأكد أن “هذا الموضوع ليس من مسؤولية مديرية المرور العامة، بل مسؤولية مديرية الطرق والجسور وأمانة بغداد”.