الكاتب والمحلل السياسي:رامي الشاعر
تخوض المقاومة العربية والإسلامية وكافة الأحرار حول العالم اليوم أصعب الحروب على الإطلاق، وتروي دماء أبنائها وبناتها ملحمة سيذكرها التاريخ بينما يرتقي يوميا عشرات ومئات الشهداء من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، دماء دفعت 124 دولة حول العالم في السنة الأخيرة وحدها للتصويت لصالح قرار الجمعية العمومية بالأمم المتحدة بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
لهذا وجب توجيه الشكر لجميع شهداء المقاومة اللبنانية إلى جانب أربعين ألف شهيد فلسطيني، الذين جعلوا الغالبية الساحقة من سكان كوكب الأرض (ثمانية مليار وثمان مئة نسمة)، باستثناء ما يقل عن 250 مليون أغلبيتهم من المضللين، تؤيد نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته والتخلص من الاحتلال الغاصب والغاشم، الذي كشف عن وجهه القبيح، بكل ما يرتكبه النظام الإسرائيلي الفاشي من جرائم حرب وقتل على الهوية وإبادة جماعية وتطهير عرقي واضح المعالم مكتمل الأركان.
لكم الرحمة والنور والمجد أيها الشهداء، فقد اقترب الحصاد، واقتربت لحظة إعلان قيام الدولة الفلسطينية، ولدى المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية أشكال وألوان وأطياف من المقاومة، ومهما حاولت أحدث التقنيات والابتكارات الفنية في تطوير آليات التصفية الجماعية للشعوب، فلا تعرف البشرية أقوى من سلاح الاستشهاد والتضحية من أجل الحرية والعدالة والحق المبين.
لقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن ما يجري الآن من “استفزاز” لحزب الله بتفجير أجهزة الاستدعاء “البيجر” إنما يأتي بغرض توريط الولايات المتحدة في حرب بالمنطقة، وجعل تدخلها أمرا لا مفر منه، فالصهاينة يعلمون تماماً أنهم يخوضون حرباً خاسرةً، لا كاشف عنها سوى بتوريط “الأخ الأكبر”، الولايات المتحدة. وهو ما لا تريده إدارة بايدن، التي تعد العدة للمواجهة مع الصين، في الوقت الذي تخوض فيه حرباً بالوكالة مع روسيا في أوكرانيا.
إن العدالة تترسخ دوليا مع كل دولة جديدة تعلن دعمها لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ولم يبق سوى 14 دولة فقط تقف ضد العدالة، مع الاحتلال. وقد أصبح الكيان الصهيوني اليوم محاصراً، ولهذا يلجأ لمحاولاته الإجرامية اليائسة لإضعاف المقاومة، التي تزداد قوةً وصلابةً وعزيمةً، بينما تقترب هزيمة الكيان الصهيوني وحلفائه في البيت الأبيض في واشنطن. وأقول البيت الأبيض ولا أقول الولايات المتحدة الأمريكية، لأن أغلبية الشعب الأمريكي، وبنسبة 80% مع حق الشعب الفلسطيني في العيش بدولته الفلسطينية المستقلة.
فيا أيها الشهداء الأبطال من قادة ومقاتلين ونساء وأطفال وشيوخ، هنيئاً لكم بطولتكم ومجدكم، فأنتم أصحاب الدور الأساسي في معادلة انتقال العالم إلى التعددية القطبية، وانتهاء الهيمنة الأمريكية، بل وأفول إمبراطوريات الشر إلى مزبلة التاريخ، وبدمائكم سطرتم ولا تزالون تسطرون أسمى معاني النضال من أجل سلامة البشرية جمعاء.
ألا رحمة الله على الشهداء جميعاً، وتمنياتنا بالشفاء للمصابين، ونصرنا المبين قريب بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.