سفراء …. عشرة بألف
بقلم : حسين الأسدي
ايختلف اثنان على المستوى المحلي او الاقليمي او الدولي على ان ما يجري في العراق ليس له مثيل على مر التأريخ من ناحية الانحطاط السياسي والاقتصادي والامني والاخلاقي حتى صار العراق مضربا للامثال والتندر من اناس وجهات كانت تقف اجلالا واكبارا له٠ واذا كان الانحطاط والتردي مقبولا جدلا في قطاعات معينة ولا يتطلب اية شروط ومواصفات فان العمل في وزارة الخارجية يتطلب درجة عاليه من الكفاءة والخبرة والبعد السياسي والمهني والدراية الواسعة بما يجري في العالم من متغيرات واحداث تنعكس بشكل او اخر على بلد المترشح للعمل في الخارج مما يمكنه من التعامل معها بروح عالية من الموضوعية وبا يضمن مصالح البلد٠ ان الذي اثار هذا الموضوع ودفعني للكتابة عنه ما اشيع في الاروقة السياسية العراقية عن وجود قائمة للحكومة تتضمن مجموعة من الاسماء لترشيحهم للعمل كسفراء للعراق في عدد من الدول العربية والاجنبية يغلب على طابع جميع الاسماء كونهم مرشحين من الاحزاب السياسية والاسلامية ومن ذوي الواسطات والمحسوبية والعشائرية والقومية وهي اسماء لا يجمعها جامع مع العلم والخبرة والشهادات حتى ان واحدا منهم يحمل شهادة الدراسة المتوسطة واخرون الشهادة الاعدادية وهذا مخالفة صريحة لمتطلبات العمل في الخارج وفقا لنظام وزارة الخارجية٠ومن بين احدى المفارقات المضحكة لاحد المرشحين كسفير في زمن وزير الخارجية الاسبق عندما تم سؤاله من قبل لجنة المقابلة لماذا جئت الى وزارة الخارجية قال لا ادري بس عمي قال لي اذهب راح تتعين هناك وهنا يقصد بعمه ( رئيس حزبة٠ ) ان اغلب السفراء العراقيين في الخارج لا يتحدثون اللغة الانكليزية او لغة البلد المرشحين اليه وهذا شرط اساسي حتى يستطيع السفير ان يتفاهم مع نظرائه او المسؤولين في وزارة الخارجية للبلد المضيف والابتعاد عن المترجم الذي ربما لا يكون امينا للترجمة في بعض الاحيان٠وتحكي مصادر في وزارة الخارجية ان بعض الاسماء تصر على بلدان واقطار معينة دون غيرها اما لجمال طبيعتها او امكانية ممارسة نشاطات اخرى مرافقة للعمل الدبلوماسي كالتجارة وبيع وشراء الاجهزة والذهب باعتبار العمل في السفارة فرصة لمارسة المشروع وغير المشروع٠والغريب حقا ان يكون للجارة ايران الرأي في تعيين بعض السفراء من ذوي الولاء الى ولي الفقيه في خطوة لضمان تمرير السياسة الايرانية بايدي وعقول عراقية كما حصل عدة مرات لسفراء عراقيين في دول وهيئات رفضوا التصويت ضد قرارات تدين ايران٠واوضح مصدر في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي وهي اللجنة التي تدرس الاسماء المرشحة للعمل كسفراء ان اللجنة تتعرض لضغوط كبيرة تصل الى حد التهديد لتمرير هذا الاسم او ذاك مشيرا الى ان من بين الاسماء المرشحة كسفير يزن مشعان الجبوري الذي ينتمي لأتلاف الفتح بزعامة رجل ايران في العراق هادي العامري بعد ان نزع جلده القديم واصبح يدافع عن ايران على عكس موقف ابيه مشعان الذي مازال يلعب على حبال عديدة٠ان السياسة الخارجية العراقية اصبحت في ورطة وشلل تام بعد ان امتطى جوادها اناس اقل مايقال عنهم انهم اميون وعديمي الدراية بكل شىء سوى اسعار الدولار والعملات الاخرى والممارسات الاخلاقية مع بنات
الهوى والليل ولعب الروليت وتجارة المخدرات واما مصلحة العراق وشعبه فهي اخر مايفكرون فيه لانهم ( 10 بالف )… وكان الله في عونك ياعراق٠