روسيا وجرائمها في سوريا
بقلم : عواد الراوي
الى ماقبل احتلال العراق والتدخل الروسي في سوريا كانت معظم الدول العربيه تنظر للاتحاد السوفيتي السابق ووريثته روسيا كمدافعين عن الحقوق العربيه وكانت معظم اسلحة الجيوش العربيه وتدريباتها وخبرائها من روسيا لكن بعد احتلال العراق في نيسان 2003م لم تكن روسيا المنهكه من تفكك الاتحاد السوفيتي سوى متفرج غلبه النوم على الاحداث ولم تستطيع ان تستخدم حق النقض الفيتو ضد اي قرار بحق العراق رغم صدور 53 قرار مجحف بحق العراق من سنة 2000 -1990 التي تمهد لاحتلال العراق وافقت روسيا عليها جميعا والاسوأ انها بعد احتلال العراق ساهمت بشكل فعال في اصدار قرار يشرعن الاحتلال . ورغم كل جرائم الامريكان والبريطانيين ومن تحالفوا معهم المخزيه في العراق كجرائم سجن ابو غريب وجرائم قتل المدنيين بدم بارد وغيرها من الجرائم التي يصعب حصرها لم يتحرك الروس الا للمقايضه مقابل مصالحهم للتغطيه على جرائم امريكا وبريطانيا وحلفائهما رغم ذلك كان هناك من يمنح روسيا العذر كونها لازالت تأن من وقع تفكك الاتحاد السوفيتي ومشاكل تقاسم الارث السوفيتي من اسلحه نوويه ومعدات عسكريه وقواعد واموال وغيرها الكثير لكنه بعد ان تعافت روسيا من مشاكلها اظهرت للعرب وجهها القبيح وهي تقوم بكل ما يديم التفكك العربي ويزيد من التدمير والتفتيت والتغيير الطوبوغرافي وتحالفت مع ايران الدوله الاكثر عداءا للعرب عبر التأريخ وعدائها الاشد منذ احتلال العراق في 2003م فكانت روسيا افضل داعم لايران في مفاوضات الملف النووي وفي بناء مصانعها العسكريه وزيادة حجم ترسانتها العسكريه والتغطيه على حجم وانتشار وجرائم مليشياتها وكانت اقسى الضربات التي وجهتها روسيا للعرب هو تدخلها في سوريا في سبتمبر. 2015م بريا وجويا من خلال نشر مئات الطائرات في قاعدة حميميم الجويه وتطوير نقطة الامداد البحري الروسيه في ميناء طرطوس السوري الى قاعده بحريه واستخدام وتجربة مئات الانواع من اقذر انواع الاسلحه التي القتها طائراتهم على رؤس السورين ليدمروا مدنا باكملها ولعل اقساها ما حدث في حلب حيث كانت مشابهه لجرائم امريكا في الموصل وخاصة في الجانب الايمن و ارتكب الطيران الروسي مجازر في الاحياء المدنيه والاسواق والمستشفيات والبنى التحتيه وساهم الروس بشكل فعال في التغيير الديمغرافي باجبار الاف العوائل السوريه بالنزوح تحت القصف وتهديد السلاح من خلال ما سمي بمناطق خفض التصعيد والان جرائم روسيا ترتكب في الغوطه الشرقيه حيث توهم الروس بالانتقام للمجازر التي ارتكبها الالمان النازيين في ليننغراد ليثأروا من العدو الخطأ في المكان والزمان الخطأ من الابرياء في سوريا كما ساهمت القوات الجويه الروسيه بتقديم الدعم اللا محدود لقوات النظام السوري لسحق المدنيين وارسلت روسيا عبر شركة امنيه اسمها فاغنر مرتبطه بوزارة الدفاع الروسيه الاف المرتزقه للعمل في سوريا بحجة محاربة داعش والتي كشفت عنها الضربات الامريكيه لها وقتل المئات منهم وهي مشابه لشركة بلاك وتر الامريكيه سيئت الصيت حيث انتقم الروس من المدنيين المحاصرين في الغوطه الشرقيه بدلا ان ينتقموا من الامريكان . نستطيع ان نقول بكل ثقه ان سجل روسيا المخزي في مجال حقوق الانسان ازداد خزيا بعد.جرائمها في سوريا وعلى الروس ان يفهموا انهم صنعوا في سوريا اجيلا من ابناء الشهداء والمفقودين والمعوقين والمهجرين سيكون رد فعلهم تجاه الروس قاسيا عندما تحين ساعة الحساب .فهل يتعظ العرب ويعرفون من هو الصديق ومن هو العدو .
|