تناقل عدد من الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صوراً ومقاطع فيديو تُظهر شعارات سياسية مكتوبة على الأرض في محافظات كربلاء، تندد بالسعودية وأمريكا، تزامناً مع زيارة «أربعينية الإمام الحسين».
في إحدى لقطات الفيديو المصورة التي التقطت عبر الهاتف المحمول، يسأل المصور شاباً إيرانياً عن عبارة كتبها للتو، على طريق الزائرين في محافظة كربلاء باللغة الفارسية. فيجيب الشاب: إنها تعني «الموت لآل سعود».
وفي فيديو آخر، ظهر شاب من أهالي محافظة كربلاء وهو يتحدث عن «قيام مجموعة من الزوار الإيرانيين- دخلوا كربلاء عن طريق النجف، بكتابة عبارات سياسية على هذه الطريق». ويقول المتحدث إن «العراقيين لم يقدموا على هذا الفعل طوال الأعوام التي مضت»، مخاطباً من قام بكتابة هذه العبارات بالقول: «من الذي خولكم بكتابتها؟».
وأضاف: «لو تمت كتابة هذه العبارات في إيران فإن أحداً لن يجرؤ على انتقادها، بكونها شأنا خاصا (…) هناك اكتبوا ما شئتم عن أمريكا والسعودية»، لافتاً «نحن بدأنا تواً باستعادة علاقاتنا مع دول الجوار، فما الغاية من كتابة هذه الشعارات؟».
تحذيرات من فتنة
وشدد المواطن على أهمية «الحذر» ممن وصفهم بأنها «يحاولون إثارة الفتنة الطائفية في العراق أو بين العراق والدول المجاورة، مستغلا زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام». كما أظهرت صور تناقلتها عدد من الصفحات في موقع التواصل الاجتماعي عبارات أخرى كتبت على طريق الزائرين من بينها «الموت لأمريكا».
في الأثناء، أكد احمد الصافي، ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني، أن الغالبية العظمى لزائري الأربعينية ولاؤهم للإمام الحسين (ع)، مشيرا إلى أن أفراداً معدودين بينهم سعوا لنشر الطائفية والترويج لشعارات سياسية.
وقال، خلال خطبة صلاة الجمعة، إن «هذه الجموع الكثيرة المشاركة في الزيارة الأربعينية ليس لغالبيتهم العظمى إلا إبراز ولائهم للإمام الحسين (عليه السلام) ومواساتهم لأهل بيته أيام سبيهم».
وأضاف، «من الطبيعي أن يكون خلال هذا الجمع أفراد معدودون يسعون إلى استغلال هذه المسيرة لنشر خطاب الفرقة والكراهية والترويج لشعارات سياسية وتصوير مشاهد معنية ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي خدمة لأهدافهم ومقاصدهم»، مبينا أن «كل ذلك لا يمثل إلا حالات شاذة لا علاقة لها بـ99٪ من الجمع المشارك في المسيرة المباركة التي ستبقى معبرة عن شدة الولاء للأمام الحسين (ع)». كذلك انتقد عقيل الطريحي محافظ كربلاء، رئيس اللجنة الأمنية للمحافظة، «الكتابات السياسية التي خطها زوار إيرانيون في النجف وكربلاء مناهضة للسعودية».
وبين، في تصريحات صحافية إن «كربلاء ليست ساحة لتصفية الحسابات السياسية»، مضيفاً إن «لزيارة الأربعين أهدافا دينية، ولا تتضمن مثل هذه الأعمال المرفوضة من قبلنا». كذلك، أصدرت وزارة الداخلية العراقية تحذيرا للزائرين الشيعة المقيمين على أراضيها والذين دخلوا من أجل إحياء ذكرى مراسم زيارة أربعينية الامام الحسين في كربلاء من الإساءة إلى الدول الأخرى.
وقالت في بيان انها «تحذر كل المقيمين على الاراضي العراقية من القيام بنشاطات سياسية تسيء إلى علاقات العراق الخارجية».
وشدد البيان على ان «الوزارة ستتخذ كل الاجراءات القانونية بحق المخالفين تصل إلى حد الابعاد خارج العراق».
منع تخريب علاقة العراق مع جيرانه
وفي منتصف الأسبوع الماضي، استضافت محافظة كربلاء نشاطاً لشخصيات بحرينية وسعودية معارضة تقيم في العراق، ضم منتدى تعريفياً ومعرضاً للصور، بحضور شخصيات دينية وسياسية عراقية.
وحسب تصريحات لمسؤول محلي في كربلاء، حينها، فإن «القائمين على النشاط حصلوا على موافقات رسمية من وزارة الداخلية العراقية ببغداد ومكتب المحافظ عقيل الطريحي»، مبيناً أن «النشاط (…) يتضمن معرضاً للصور ومؤتمراً تعريفياً بما يعرف بقضية البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية، فضلاً عن برنامج خطابي. وتشرف على النشاط شخصيات بحرينية بمشاركة سعوديين من المنطقة الشرقية». ولفت المسؤول إلى مشاركة شخصيات عراقية دينية وسياسية مختلفة في الفعالية، فضلاً عن الشيخ نجفي روحاني، رئيس بعثة الزوار الإيرانيين في العراق، المعروفة باسم «بعثة الإمام الخميني».
وكانت كلمات لشخصيات معارضة بحرينية، بينهم مطلوبون للقضاء بتهم «الإرهاب» في المنامة، كالقيادي بتيار العمل الإسلامي راشد الراشد.
وعلى خلفية ذلك النشاط، علمت «القدس العربي» من مصدر في وزارة الداخلية العراقية، إن الأخيرة أصدرت أوامر، أمس الجمعة، بـ»القبض على الشيخ ميثم الجمري ومرتضى السندي؛ بحرينيي الجنسية متواجدين في العراق»، عازياً السبب في ذلك إلى «قيامهم بنشاطات سياسية طائفية تتنافى ومراسيم زيارة الأربعين، وتسيء لعلاقات العراق مع جيرانه».
ويسعى العراق إلى العودة إلى «حاضنته» العربية والإقليمية، خلال المرحلة المقبلة، بعد القضاء على تنظيم «الدولة» وإنهاء تواجده على الأراضي العراقية.
وأجرى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مؤخراً، جولة شملت كلاً من السعودية وإيران وتركيا ومصر، لطرح روية عن مستقبل المنطقة بعد القضاء على الإرهاب، وأملاً في تحقيق تنمية تصب في مصلحة الجميع.