كثيرة هي التحليلات التي اشارت الى ان ماجرى في البرلمان
العراقي من اعتصامات تبعها اقالة لهيئة الرئاسة هي بفعل ايراني في محاولة منها
لزعزعة الوضع السياسي العراقي من جهة وتهميش المكون السني من جهة ثانية.
لو وقفنا خارج المربع الذي يقف فيه مؤيدو تلك الجهة السياسية
او تلك ونحاول ان ننظر لهذا المربع المسمى ( العملية السياسية) ونحاول ان نجري
تحليلا لما جرى ونحاول التوصل الى صورة قد تكون مغايرة لما يتحدث به الكثيرون ,
ربما تتضح عندها الصورة!. وهنا نسأل : هل
فعلا ان ايران هي من اججت هذه الفوضى في البرلمان؟
ان ايران ومنذ ان اتفقت مع الولايات المتحدة والمجتمع
الدولي حول برنامجها النووي بدات تفقد بريق التاثير السياسي في المنطقة مقابل
اصلاح اقتصادها المتهرء! وبمراجعة بسيطة لعدد المسؤولين الاوربيين ورؤساء الشركات
الراغبين بدخول السوق الايرانية وكان اخرها اتفاق شركة توتال الفرنسية لاستثمار
الحقول المشتركة مع العراق دون اطلاع الحكومة العراقية, ما يعني غض الامريكان وهم
اللاعب الرئيسي في العراق وفي عمليته السياسية الطرف عن هذا العقد مقابل تنازلات
سياسية تقدمها ايران في العراق! ليس هذا فحسب خصوصا اذا اضفنا ان مسؤولي شركة بوينغ
الامريكية سيعقدون صفقة كبرى لتحديث الاسطول الايراني للطيران.
ماهي اذا حجم التنازلات السياسية التي قدمتها ايران
لامريكا في العراق؟
من الواضح ان ايران لم تترك فقط التحالف الذي اشرفت على
تشكيله منذ بدايات العملية السياسية , بل انها لم تستقبل رؤوساء الكتل الذين كانوا
يحجون الى ايران في ابسط ازمة تواجههم في العراق! ولهذا فان رؤوس التحالف قد توجهت
هذه المرة الى لبنان على غير العادة! وبالتحديد الى حزب الله الذي لايعتبر لاعبا
رئيسيا في السياسة العراقية بقدر مايعتبر لاعب في اجندة بعض الميليشيات التي دربها
الحزب.وبرغم ان الحزب يعاني من ازمة كبيرة تهدد وجوده كلاعب في لبنان وسوريا الى
ان السياسيين العراقيين اختاروا ان يكون حزب الله هو من يحل مشكلتهم بعد تخلي
ايران عنهم وكأن الحزب ق حل كل مشاكله مع الاقليم العربي واصبح جاهزا لحل مشكلة
العراق , ولاندري كيف يتمكن لاعب من حل مشكلة لاعب اخر والمدرب يتفرج!
ومن هنا يصبح واضحا ان ايران قد تخلت عن حلفائها القدامى
لصالح امريكا حتى وان تصرفت امام الكل بعكس ذلك , وان مشروع الفوضى من اجل الاصلاح
الذي تبنته امريكا يركز على ان يصطدم السراق والفاسدون بعضهم ببعض وعندها سيفتضح
كل شيء دون ان تخسر امريكا شيئا! لان السياسة الامريكية واضحة في جر القطيع الى
الفخ الذي تنصبه قبل فترة طويلة وتحدد من يكون الضحية وكيف تصطاده!