بقلم: د. وليد ناصر الماس
لا ترفض الدولة المدنية الدين، بل يعد الدين وفقا لذلك المفهوم مهما لتهذيب إخلاق الأفراد، وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، ولكن ترفض الدولة المدنية اضطهاد الأقليات، وتوظيف الدين في السياسة لخدمة جماعات أو تيارات بعينها.
ما السر وراء رفض بعض رجال الدين لمفهوم الدولة المدنية الحديثة؟.
عكس الدولة الحديثة تأتي الدولة العميقة (التقليدية)، التي يقوم نمط الحكم فيها من خلال وجود نظام فردي، تغيب في وجوده المساواة والعدالة الاجتماعية، وتقام في ظل هذا النمط من الحكم تحالفات بين رأس السلطة السياسية وبعض رجال الدين، فيكون نظام الحكم مكونا من شقين (السلطة السياسية والسلطة الدينية)، كما تُمنح امتيازات غير مشروعة ونفوذ لرجال دين، وتظل أيديهم مبسوطة على المال العام ومقدرات البلد، حيث تختفي كل هذه الامتيازات وعوامل النفوذ والقوة عندما يستقيم نظام حكم مدني، لذلك يرى بعض رجال الدين في الدولة المدنية خصما لدودا لهم، يهدد مصالحهم، يناصبوه العداء، ويألبون أفراد المجتمع على رفضه، واعتباره منافي لتعاليم الدين.