قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحرك حماس، إن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي، توطئة لمعركة كبرى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، في سياق ما تسمى «صفقة القرن». وحسب معلومات تلقتها حماس عبر ما سماها هنية أجهزة الاختصاص في الحركة، فإن الولايات المتحدة، عرضت على قيادات فلسطينية كيانا تكون بلدة أبو ديس المطلة على الحرم القدسي الشريف (المسجد الأقصى وقبة الصخرة) عاصمة لهذا الكيان المسخ، يربطها بالحرم جسر يسمح بحرية حركة الفلسطينيين لأداء الصلاة في الحرم. ولا تتوقف هذه الخطة عند ذلك بل تشمل تقسيم المسجد الأقصى إلى ثلاثة أقسام».
وحول مصير قطاع غزة قال هنية الذي كان يتحدث أمام رؤساء «العشائر والمخاتير في قطاع غزة إن التحركات الإقليمية تهدف إلى «إيجاد كيان سياسي في قطاع غزة بامتيازات معينة».
ووفقا لهنية فإن «القرار الأمريكي الأخير جاء لتغيير معالم المنطقة كلّها، وليس فقط الوضع الفلسطيني»، محذّراً من تداعياته. وقال إن القرار الأمريكي يحمل مخاطر «تضرب طبيعة العلاقة بين فلسطين والأردن»، حيث يجري الحديث عن الوطن البديل، وعن كونفدرالية (بين الأردن وفلسطين) للسكان وليس للأرض، وهذا هو أساس التوطين والوطن البديل».
وأشار إلى أنه تحدّث مع عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين حول «مخاطر قضية القدس، ومشاريع التوطين، والوطن البديل».
وطالب هنية الفلسطينيين بموقف واضح وقطعي، يرفض أي اختراق سياسي في موضوع القدس أو القضية الفلسطينية. كما طالب الشعب الفلسطيني بمواصلة «انتفاضته رفضاً للقرار».
وحذر من أن «أي تخاذل أو تراجع عن الحق العربي الفلسطيني الإسلامي في القدس ستكون له ارتدادات خطيرة على كل الأمة».
الى ذلك وبعد الهزيمة التي ألمت بها في اجتماع الجمعية العامة الأسبوع الماضي، وأبطلت بأغلبية ساحقة اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرإئيل رغم التهديدات، نفّذت الولايات المتحدة تهديداتها وخفضت مساهمتها في ميزانية الأمم المتحدة للعام المقبل بنحو 285 مليون دولار.
وجاء الإعلان في بيان لبعثة واشنطن في الأمم المتحدة. وأوضح البيان أنّه «بالإضافة إلى التخفيض الكبير في التكاليف، قرّر البيت الأبيض التقليص من حجم الإدارة المنتفخة ووظائف الدعم في الأمم المتحدة لتعزيز الدعم للأولويات الأمريكية حول العالم، وتأسيس المزيد من الالتزام والمساءلة في أنظمة المنظمة الدولية». وقالت البعثة إنّ «عدم كفاءة الأمم المتحدة ومصاريفها الكبيرة معروفة للغاية، ولن نسمح، بعد الآن، باستغلال كرم الشعب الأمريكي أو تركه من دون متابعة»، مضيفة أنّ «هذا التقليص التاريخي، بالإضافة إلى العديد من الخطوات الأخرى، تأتي للحصول على أمم متحدة كفوءة وأكثر عرضة للمساءلة».