بقلم: الدكتور أيهم السامرائي
قرار القصف الإيراني على أربيل والذي أدى إلى مقتل عائلة مسالمة بحجة ان الموقع يعود للموساد (وفق حكومة اقليم كردستان، فقد استهدف القصف منزل رجل الأعمال الكردي البارز بيشرو دزيي، مما أدى إلى مقتله مع عدد من أفراد عائلته، إضافة إلى التاجر العراقي المسيحي كرم ميخائيل الذي يحمل الجنسية البريطانية، في وقت أعلن الحرس الثوري، في بيان، إنه استهدف مقرًا للموساد الإسرائيلي) جاء مباشرتاً من خامنئي الحاقد على شيعة وسنة وكرد ومسيحي العراق، وهذا ما صرح به الجنرال الإيراني حسن زاده في تصريح صحفي، ان ” الهجوم على أربيل تم بأمر من المرشد الأعلى”.
الملالي وذيولهم عندهم مشكله عدم امكانية التصويب الصحيح، فإذا اردو تحرير القدس دخلوا النجف وكربلاء والكاظمين وسامراء ونعلو أبوا أبوهم وقصفوا وقتلوا وخطفوا مدن وأشخاص وادخلوا الينا القاعدة وداعش واذا ارادوا تحرير القدس دخلوا سوريا وهجروا نصف سكانها وأفلسوا لبنان وجوعوا اهلها ودمروا اليمن وشردوا اهله والان يقصفون أربيل الشموخ بحجة وجود الموساد. العراقيين ومسلمي العالم والعالم ينتظرون ايران ان تصوب مرة واحدة بشكل صحيح وتقصف موقعاً واحداً داخل اسرائيل مصدر الموساد. إيران الصفوية ليس لها عداء مع إسرائيل بل عدائها الحقيقي مع المسلمين والعرب والعراقيين خاصةً. ورغم ان اخوننا بالوطن قسم من شيعة العراق (الصوفيين منهم) مخدوعين بالحبيبة ايران الملالي، ظهر علينا بعد هذه الهجمة رئيس الوزراء ووزير دفاعه ومستشار الامن القومي وصرحوا ولاول مرة من قبل مسؤول عراقي من ٢٠٠٥ ضد الهجوم الايراني العدائي لكل العراقيين وانتهاك لسيادته، وهذا ما يقدره شعب العراق لهم.
تحية للرجل الشجاع البطل مسعود البارزاني بموقفه الدائم ضد الملالي ومليشياتهم، تحية له لوقوفه مع وطني العراق واحتضانه لهم رغم ان بغداد الصفوية تطالب برؤوس هؤلاء الوطنيين. تحية له لدعم السنة والشيعة والتركمان والمسيحين الوطنيين وحمايتهم من كل اعتداء. تحية له لانه وبسب هذا الموقف الوطني المشرف يهاجمه خامنئي وكل ذيوله في المنطقة ولكنه واقفاً متحدياً كل الصعاب من اجل المبادئ والاخلاق والنبل الذي أمنه بها منذوا تسلمه قيادة كردستان العراق في ١٤ حزيران ٢٠٠٥، بارك الله به وأدامه.
الحشد العراقي الذيل التابع لاوامر قم، والذي لا يعيرون أهمية لتصريحات السوداني “قائدهم العام كما يقولون”، مستمرين بقصف المواقع الأمريكية في العراق وسوريا، مع ان السوداني صرح مرات عديدة ان الذي يقصف المواقع الأمريكية في العراق هم أرهابيين. تضارب التصريحات بينهم اصبح مضحكاً للعالم مؤلماً لشعب العراق الذي سيتحمل الويلات من هكذا بشر لا يفقهون ولا يتعلمون قد ابتلى بهم وعليه العيش معهم. الحشد حالة غريبة لا توجد مثيلا لها بالعالم، فهم يفترض انهم “عراقيين” يستلمون رواتبهم وتسليحهم من حكومة بغداد وهم حسب قانون مجلس النواب ” العراقي” في تشرين الثاني ٢٠١٦ اصبحوا جزء من القوات المسلحة العراقية، والذي يفترض ضمن هذه الضوابط انهم جنود للدفاع عن الوطن… كل الوطن، ولكنهم وبكل أدبياتهم وتصريحاتهم انهم جند نائب المهدي المنتظر (رجل اختفى قبل ١٢٠٠ سنة ويعتقد هؤلاء الهمج انه سيرجع؟) وهنا طبعاً المصيبة الكبيرة لان من يدعي انه نائب المهدي ( ولا نعرف أذا المهدي عينه حقاً ام لا) هذا هو خامنئي رئيس دولة اخرى لها اطماع تأريخية بالعراق ومنذوا تأسيسها. إذاً هؤلاء جند لدولة اخرى عدوه تاريخية للعراق فكيف إذاً البرلمان الممثل للشعب العراقي يشرع قانون انتمائهم للقوات المسلحة. هؤلاء خارجين عن القانون وعن الاسلام (صفويين) وعن الضوابط الدولية حتى انهم ايدوا ضربة ايران لأربيل بالصواريخ وبرروا لها ليلاً نهاراً وفي كل وسائل التلفزة والصحافة والتواصل الاجتماعي رغم مليشية الحوزة السيستانية في النجف استنكرت هذا الاعتداء الآثم وانتهاك لسيادة العراق. من هم هؤلاء الجرابيع الحشداوية ولماذ لا يقاطعها الشعب وعشائره النبيلة مادام ان حكومات بغداد عاجزه على حلهم او حتى اعتقال مجرميهم. حان الوقت ليقف الشعب موقفاً حازماً ويطالب بحلهم قبل ان يبتلع العراق ويصبح تابعاً لقم بعد ان تحررنا من الاستعمار البريطاني قبل ٩٢ عاماً ونلنا استقلالنا ونلنا عضويتنا في الامم المتحدة. أنهض ياشعب من اجل اولادك وأحفادك قبل ان يكونوا مواطنيين من الدرجة العاشرة (خدم وعبيد وليس مواطنيين) كما في عربستان الان.
سياسة واشنطن هذه الايام قد تغيرت كثيراً عن ما كانت في الثلاث سنيين التي مضت من حكم بايدن، فهي الان اكثر تفاعلاً مع احداث العالم وأكثر حزماً في اتخاذ المواقف ضد من يمس امنها القومي، رغم ان سياسة الديمقراطين الخارجية معروفة وهي الهروب من حل المشاكل لا بل تركها معلقة مع عدم الانجرار لأي معركة يستفز بها العدوا. سياستهم من أفغانستان إلى أوكرانيا إلى تايوان إلى أوربا إلى الشرق الأوسط هي التهديد باستخدام القوة ولكنهم يتراجعون قبل بدأها. ولكن بسب التوقعات الكثير على فشلهم المتوقع في الانتخابات القادمة ورجوع الجمهورين مع الرئيس (ترامب)، الذي لا يفهم ولا يقدر سياسة إخفاء الرأس بالتراب، بل الذهاب إلى استخدام القوة للوصول إلى اتفاقات تحمي مصالح امريكا، وهذا ما جعلهم يتحركون بسرعة إلى المواجهة لكسب الشارع الأمريكي. أيضاً غباء مليشيات الحشد التابع لايران، عجل من ان تستخدم امريكا ضربتها بشكل مستمر وبقوة متزايدة، حتى انهم قرروا انهاء الحوثيين في اليمن واعادة الحكم الشرعي المنتخب هناك وان الايام القادمة سيرى هذا المشروع النور. اسرائيل اقتنعت بعد تردد طويل واقنعت حليفتها امريكا ان تصفية حزب الله في لبنان وانهاء المليشيات في سوريا هو استقرار للمنطقة، والايام القادمة سنلاحظ ان المعارك ستتطور إلى عمليات عسكرية كبرى على الجانبين اللبناني والسوري. بشار الاسد اصطف مع الغرب ضد ايران وهو اليوم يقوم بدوره في تصفية هذه المليشيات المتواجدة في ارضه. الحشد العراقي وايران الملالي سيضربون بشدة وباستمرار إلى ان يأتي ترامب الذي وعد جمهوره انه سينهي النظام الإيراني وكل ذيوله. تذكروا دائماً الاية الكريمة “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”، وتذكروا دائماً ان الخطأ والظلم وخيانة الامة والوطن لا يدوم وأنهاء هذا النظام الطارئ في بغداد قربت وان الله دائماً معنا.