تحت المجهر
بقلم: موفق الخطاب
مع الإعتذار مقدما لجميع المراسلين فهذه المهنة المحترمة لا تليق إلا بالشجعان وخاصة أولئك الذين نشاهدهم في موقع الحدث لتغطية جانبا من الحروب والكوارث الطبيعية وهم قد حملوا أكفانهم و وضعوا دمائهم وسط أكفّهم تاركين ورائهم فلذات أكبادهم وأهلهم ومساكنهم غير مبالين بالصواريخ والراجمات والمفخخات والطائرات النفاثة والمسيرات التي تلقي بحممها قريبا منهم أو فوق رؤوسهم وقد استشهد المئات خدمة واخلاصا لمهنتهم الشريفة في نقل الحقيقة كما هي.
ومازلنا نتذكر المراسلة العراقية أطوار بهجت التي تم إسكات صوتها من قبل المليشيات الإيرانية وهي تغطي أحداث تفجير مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام في سامراء بعد كشفها حقيقة ذلك التفجير ومن يقف وراءه!
و ملاحقة الشهيدة شيرين أبو عاقلة وهي تؤدي واجبها المقدس وإمطارها بوابل من رصاص الغدر الصهيوني رحمهم الله جميعا ..
واليوم سطر لنا مراسل الجزيرة وائل الدحدوح أروع صور التضحية والبطولة وهو يغطي أحداث غزة ليتفاجئ وهو في ميدان القتال باستشهاد جميع أفراد عائلته نتيجة القصف الصهيوني الهمجي على رؤوس المدنيين وبقي متماسكا كالجبل..
فشتان ما بين هولاء الأبطال وذلك القابع في جحره كالجرذ وقد تقمص دور المراسل الفاشل ليذيع علينا بيانا بائسا مهلهلا لا يرتقي لبيان أصغر مراسل في المعركة..
إنه سيد المقاولة عفوا أقصد المقاومة كما يحلو لأتباعه أن يصفوه فلقد سقط سقوطا مدويا بعد خطابه بعد ما يزيد عن عشرين يوما من اندلاع النزال المشهود ..
ذلك الخطاب الممجوج بجمله غير المترابطة، وحصيلة ما ورد فيه هو التملص من وعوده وإظهار نفسه كالحمل الوديع بتعاطفه مع الضحايا دةن التطرق لأي تصعيد يثير أمريكا ليتحاشى إنقضاضها والصهيونية عليه و قد حاول بطريقة مفضوحة تبرئة حزبه و ولي الفقيه في طهران من تبعات ما يحدث في غزة بعد أن ملأ الأرض صراخا بأنه سيمحو إسرائيل ويرميها في البحر مع أول مواجهة!
وها هو يرتعد و يختبئ في ملجئ ليذيع علينا كلمة سخيفة وسط ذهول حتى أتباعه، وسوف لن يغادر جحره حتى يصل لمسامعه قرار وقف اطلاق النار !!
خسئت وخسئ اسيادك وأتباعك فلا يشرف طوفان الأقصى ولا غزة ولا أبطالها أن تصدر منكم طلقة في نصرتهم .فلقد إعتدنا على دجلكم و أن أسلحتكم موجهة لتمزيق الأمة .
وهنا أود أن أذكرك وأذكر اتباعك من المغفلين كيف كنت كمن أصابه مس أو جنون وفقد توازنه عندما حركت قطاعتك لتدك المدن السورية على ساكنيها بالتحالف مع المجرم بشار واليوم تحاول أن توهم السذج بإطلاقك لصواريخ صدئة تستهدف عامود الأستطلاع الصهيوني دون تحقيق أي نتيجة ألا قبحك الله وستبقى تقصف بذلك العامود الخارج عن الخدمة بالإتفاق مع الكيان الصهيوني .
أنتم يا نصر الشيطان وجميع المليشيات التي تديرها إيران وفيلقكم الذي اطلقتم عليه زورا وخداعا فيلق القدس الموجه لتمزيق الأمة قد فضحت بخطابك نهجكم العدواني ضد الأمة وسودتم وجوه أتباعكم من السذج وهذا بحد ذاته خزي وعار سيبقى يلاحقكم حتى نفوقكم.
ستضع بإذن الله قريبا الحرب أوزارها وسينال أهل غزة إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة وأنتم قد لاح أفولكم وإلى مزبلة التأريخ مستقركم .
هذه المنازلة العظيمة بين معسكر الإيمان ومعسكر الكفر قد أتت ثمارها حتى قبل حسمها ونوجز أدناه بعضا من قطافها:
1 – لقد أعادت الى الأذهان بعد طول سبات ونسيان أن قضية العرب والمؤمنين الأولى هي القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى حينما بثت الوعي من جديد في جيل الشباب الذي حاولت أغلب الحكومات والأنظمة جاهدة بتجاهلها وطمسها ، وأن الحقوق لن تضيع وأن قتال المغتصب يتوارثه الأجيال بالجينات ليخرج من أصلابهم من يذيقكم سوء العذاب .
2- لقد كشفت للعالم زيغ وكذب أمريكا والغرب وجميع منظماتهم في تعاطيهم مع أزمات العالم وحقوق الإنسان وإنحيازهم وعدم حياديتهم .
3- لقد أسقطت هذه المنازلة ورقة التوت وكشفت عن الوجه القبيح للكيان الصهيوني ومن يصطف معه وكان للإعلام الدور الكبير في فضحهم فمنذ الإحتلال عام 1948 والحروب المتتالية لم يكن هنالك إعلام سوى الإعلام الغربي الذي كان يزيف الحقائق ويخدع العالم ويتستر على جرائم ذلك الكيان ، لكن اليوم اختلف الوضع تماما فحجم التنديد بالحكومة الصهيونية وصقور الحرب وعلى رأسهم المجرم نتنياهو لم نشهده من قبل ، كذلك التعاطف في دول العالم قاطبة كان لصالح أهل غزة ودعم قضية فلسطين ولم يحدث من قبل ان حصل هكذا تعاطف وبهذا الحجم شعبيا ورسميا.
4- لقد وضعت الأنظمة التي كانت تتسابق في التطبيع مع الكيان الصهيوني في حرج كبير وربما بعد هذه المنازلة سيسدل الستار عليه..
وللحديث بقية..