حذر وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون، الجمعة، من احتمالية قيام موسكو بالتخطيط لتدمير الاقتصاد والبنية التحتية للبلاد، بعد الكشف عن عملية روسية لتصوير محطات توليد الكهرباء البريطانية.
وحسب ما نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية فإن “وزير الدفاع توقع هجوما سيبرانيا من روسيا على إمدادات الكهرباء في بريطانيا، ما قد يؤدي إلى وفاة عشرات الآلاف من الناس”.
وكشف ويليامسون أن “موسكو تقوم بتصوير محطات توليد الكهرباء، وربما تخطط لتدمير الاقتصاد والبنية التحتية البريطانية”.
وقال إن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يستهدف خطوط النقل الكهربائي من دول أوروبا إلى بريطانيا، مما قد يترك ملايين المنازل بدون كهرباء”.
وأضاف أن “الروس أمكر من أن يخططون لظهور مفاجئ على الشواطئ البريطانية في خليج سكاربورو (شرق المملكة المتحدة)، بل يعمدون بتفكيرهم إلى “التسبب بأكبر الأضرار لبريطانيا”، كالإضرار باقتصادها وإضعاف بنيتها التحتية، ما قد يسفر عن آلاف القتلى”، مؤكدا أن موسكو لديها القدرة على خلق فوضى شاملة في بريطانيا.
ولدى بريطانيا ثلاثة أنابيب ناقلة للغاز وأربعة خطوط كهرباءمع الدول الأوربية المجاورة لها، ويعتقد أن ما يصل إلى ثمانية ملايين منزل ستعتمد على خطوط نقل الطاقة في السنوات القليلة المقبلة.
وتحصل شركات نقل الطاقة (الربط البيني) إيراداتها من نظام “رسوم الازدحام”. ويعمل هذا النظام بفرض رسوم إضافية على مستخدمي المنافع العامة التي قد تخضع لكثرة الإقبال عليها من خلال تزايد الطلب، كالرسوم الأعلى المفروضة في ساعات الذروة نتيجة استخدام الكهرباء.
وتعتمد “رسوم الازدحام” على وجود فروق أسعار بين الأسواق في طرفي الربط البيني. ويحدد القانون الأوروبي كيفية تخصيص القدرة الكهربائية. ويتطلب ذلك تخصيص جميع قدرات التوصيل البيني للسوق عن طريق الطرق القائمة فيه، أي المزادات، كما تتضمن شروطا محددة حول كيفية استخدام اإلايرادات. وسوق الكهرباء في بريطانيا لديه حاليا 4 غيغا واط من القدرة الكهربائية البينية.
وأكد وزير الدفاع أن “الروس يمكنهم أيضا إطلاق صواريخ على المملكة المتحدة”، مضيفا أن “الروس يحاولون الكشف عن نقاط الضعف، ليتمكنوا من ضربها، يريدون أن يعلموا كيفية تدمير البنية التحتية البريطانية”.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن السيبراني في “غشك”، سياران مارتن، إن الخروقات السيبرانية الروسية الأخيرة كانت في قطاع الطاقة.
وكانت القوات المسلحة البريطانية أكدت حاجة بلادها إلى “مواكبة” القوة العسكرية المتنامية لروسيا.
وقال أمين عام المفكرين في معهد الخدمات المتحدة الملكي نيك كارتر، إن “الوقت حان لمعالجة هذه التهديدات، ولا يمكننا الجلوس أكثر”. مضيفا “سوف تتآكل قدرتنا على استباق التهديدات أو التصدي لها إذا لم نواكب خصومنا”.
وكان من المقرر، في الأسبوع الماضي، أن تطلق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على رؤوس القنابل الروسية المتجهة إلى المجال الجوي البريطاني بينما بلغ عدد الغواصات الروسية في شمال الأطلنطي أعلى مستوى لها منذ الحرب الباردة.
العديد من الكابلات تحت الماء التي تربط شبكات الإنترنت والهاتف لدينا إلى بقية العالم في المحيط الأطلسي.
وكان قائد سلاح الجو البريطاني ستيوارت بيتش قال، في الفترة الأخيرة، إن “قطع أو تعطيل خطوط النقل من شأنها أن تؤثر على نحو مباشر، والتسبب بكارثة في اقتصادنا ومعيشة الناس”، مشددا على “مواصلة تطوير القوات البحرية مع الحلفاء لمطابقة وفهم تحديث الأسطول الروسي”.