بقلم: اياد العناز
إن الإدارة الأمريكية لديها منطلقاتها وأهدافها المشتركة وتحددها جميع المؤسسات السياسية والعسكرية والإستخبارية التابعة لها ضمن رؤية مشتركة وأهداف معلنة تتفق جميعها على حماية المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية وكان إحتلال العراق هو الحافز الرئيسي لهذه الإدارة في التحديد الواسع لتطبيق الإستراتيجية الجديدة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وأعتبرت العراق منطلقا حيويا وذو أبعاد سياسية وإقتصادية نحو بناء قواعد وركائز في داخل الأراضي العراقية ،وبقاء التواجد العسكري فيه و إتخاذه مسرحا مهما لفعاليات أمريكية قادمة تخدم الرؤية الإستراتيجية للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ورسم أدوات النجاح لها.
إن المتتبع لسياسة واشنطن في الأماكن التي تشهد صراعات عرقية ومذهبية وإختلاف الرؤى السياسية في التعامل الميداني مع هذه الأزمات نراها تذهب لتحديد مصالحها وأهدافها الإستراتيجية التي تكفل لها الكثير من جني الثمار وتحقق غايتها ، ويؤشره حقيقة النهج السياسي الذي تتبعه في تجاهل الخلافات بين شركاء العملية السياسية في العراق الى أن تصل الى الحد الذي تريده لتحقق مكاسب أخرى تمهد لمرحلة جديدة .
مع اعطاء هدف (احتواء ايران) أهمية في الرؤية الاستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية ومحاولة تطويق النفوذ والتمدد الايراني في العراق وتعزيز الوجود الأمريكي فيه باعتباره كنز الشرق الأوسط ثم الابقاء على سياسة واضحة تحدد معالم الادارة الأمريكية في الالتزام بالحفاظ على المصالح العليا لواشنطن في منطقة الشرق الاوسط وتحديد التزامات يمكنها اكتساب دعم الشعب والكونغرس الامريكي مع مراعاة عدم تكلفة الاقتصاد الامريكي باي تبعيات ونفقات مالية أي اعتماد مبدأ(تحقيق المصالح مع مراعاة الاقتصاد بالنفقات ) مستغلة نفوذها ودورها الدبلوماسي الكبير والتفوق العسكري الحاسم لقواتها العسكرية .